تمكنت السلطات المحلية بعين حرودة من وضع حد للتوترات التي عرفتها مدينة زناتة الجديدة، نتيجة تزايد أعداد المهاجرين غير النظاميين القادمين من دول إفريقية جنوب الصحراء.
وتُعتبر عين حرودة، الجماعة الواقعة بين الدار البيضاء والمحمدية، نموذجاً لما تسببه هذه الظاهرة من انعكاسات أمنية واجتماعية، خاصة داخل مشروع جنان زناتة، الذي شهد خلال شهر واحد حوادث خطيرة هزت استقرار السكان.
من أبرز هذه الوقائع محاولة مجموعة من المهاجرين اقتياد مواطن مغربي مكبل اليدين نحو مقر الدرك الملكي، بدعوى سرقته هاتفاً نقالاً، في تصرف يعكس تحدياً صريحاً للقانون. كما شهد الحي مواجهات عنيفة بين مهاجرين من جنسيات مختلفة، أبرزها هجوم سودانيين قدموا من خارج المنطقة على آخرين مقيمين بضاحيتها، في إطار صراعات ذات خلفية قبلية مرتبطة بالحرب الأهلية في السودان، ما خلق حالة من الفوضى والخوف في صفوف الساكنة.
وأمام هذا الوضع، قاد قائد الملحقة الإدارية الثانية، أبي القاسم التلهوني، تحت إشراف عامل إقليم المحمدية، عملية أمنية واسعة بدعم لوجستي وبشري مهم. وقد استمرت التدخلات أسبوعين متواصلين، وشملت مداهمات ليلية ونهارية وهدم أوكار وعشش بلاستيكية كان يستعملها المهاجرون كمأوى.
وأثمرت هذه الحملة عن تفكيك التجمعات العشوائية ومنع انتشارها نحو مناطق أخرى، ما ساهم في إعادة الأمن والاستقرار إلى المنطقة، في خطوة لاقت ارتياحاً كبيراً لدى السكان. ويُعتبر هذا التدخل مثالاً على نجاعة المقاربة الميدانية المنظمة في مواجهة تحديات الهجرة غير النظامية التي تستغل الهشاشة العمرانية ومشاريع البناء للبحث عن فرص عمل غير منظمة.