وجدة تتحول إلى ساحة خلاف بين أفتاتي وابن كيران داخل العدالة والتنمية

21 سبتمبر 2025Last Update :
وجدة تتحول إلى ساحة خلاف بين أفتاتي وابن كيران داخل العدالة والتنمية

وجدة – عصام بوسعدة

أثار القيادي بحزب العدالة والتنمية، عبد العزيز أفتاتي، جدلاً واسعاً داخل الحزب، بعدما انتقد عبر تدوينة على «فايسبوك» وزارة الداخلية بدعوى “منع الحزب” من استغلال القاعات العمومية بمدينة وجدة لعقد مؤتمره الإقليمي، داعياً إلى مقاطعة الانتخابات.

هذا الموقف فجّر غضب الأمين العام للحزب، عبد الإله ابن كيران، الذي اعتبر التدوينة مساساً بخط الحزب وخرقاً لمنهجه المؤسساتي، موجهاً لأفتاتي انتقادات حادة خلال مشاركته في الملتقى الوطني لشبيبة الحزب، حيث قال: «أفتاتي هذاك حماقة… قولوا له يهنينا، لا يحضر لا في المؤتمر ولا في الجهوي، وجالس غير كيشير».

مصادرنا أوضحت أنه لا وجود لأي قرار من السلطات العمومية بوجدة يمنع الحزب من عقد مؤتمره، مؤكدة أن الأمر يتعلق فقط بالمساطر القانونية الجاري بها العمل، والتي تفرض تقديم وثيقة موقعة من الفضاء العمومي أو الخاص تفيد بالموافقة على إحتضان اللقاء. وهي مساطر تسري على جميع التنظيمات الحزبية والنقابية والجمعوية دون إستثناء.

ابن كيران لم يتوقف عند هذا الحد، بل شدّد على أن مثل هذه الخرجات الفردية تسيء للحزب وتضعف مصداقيته، قائلاً: «أنت تؤذي إخوانك، ففي الوقت الذي كنت تكتب فيه على فايسبوك، كان إخوانك في وزارة الداخلية يحاولون إيجاد حل مع الوزير. فمع من سيتحدث الوزير؟ معنا أم مع أفتاتي؟».

كما أبدى أسفه لغياب أفتاتي عن اجتماعات الحزب والاكتفاء بإطلاق المواقف الفردية من وجدة، مضيفاً: «إذا أراد أفتاتي أن يأتي لتسيير الحزب فمرحبا، أما أن يختبئ في وجدة دون حضور اجتماعاتنا فهادشي ماشي مزيان».

ورغم إقراره بأن أفتاتي «رجل طيب وذو نية حسنة»، إلا أن ابن كيران أكد أن تصرفاته «غير كايشير» وتخلق متاعب داخلية للحزب، مشيراً إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي يقدم فيها على مواقف مثيرة للجدل.

ويرى متتبعون أن هذا الصراع العلني بين قياديين بارزين قد تكون له تداعيات سلبية على صورة الحزب، في وقت يحتاج فيه العدالة والتنمية إلى وحدة الصف والانسجام الداخلي، بعيداً عن المواقف الفردية التي تمنح خصومه مادة جاهزة للتشكيك في تماسكه.

ويبقى السؤال مطروحاً: هل ستنجح قيادة الحزب في ضبط مثل هذه المواقف التي تهدد بانزياح خطابه عن المسار المؤسساتي والقانوني؟ أم أن عبد العزيز أفتاتي سيواصل تغذية الجدل بتدوينات تربك البيت الداخلي أكثر مما تخدم قضايا؟

اترك رد

Breaking News