القنيطرة تحتفي برجال العدالة: تكريم أعضاء المكتب الجهوي لنادي قضاة المغرب في ختام ولاية حافلة بالعطاء

26 سبتمبر 2025Last Update :
القنيطرة تحتفي برجال العدالة: تكريم أعضاء المكتب الجهوي لنادي قضاة المغرب في ختام ولاية حافلة بالعطاء

 

في مشهد مؤثر يعكس عمق الاعتراف بالجميل وروح الوفاء، شهدت مدينة القنيطرة حفلاً مميزاً لتكريم السادة القضاة أعضاء المكتب الجهوي لنادي قضاة المغرب، الذين أنهوا ولايتهم بعد سنوات من العمل الجاد والتفاني في خدمة الجسم القضائي. المناسبة لم تكن مجرد لحظة بروتوكولية أو لقاء عابر، بل محطة رمزية لتثمين مجهودات نخبة من القضاة الذين حملوا على عاتقهم هموم المهنة وآمال زملائهم، وساهموا في ترسيخ قيم الاستقلالية والنزاهة والشفافية في حقل العدالة.

الحفل، الذي حضره ثلة من القضاة والفاعلين في الشأن القضائي والقانوني، اتسم بجو من الامتنان والاعتزاز، حيث توالت الكلمات التي نوهت بالدور الريادي الذي اضطلع به أعضاء المكتب الجهوي خلال فترة انتدابهم، سواء على مستوى الدفاع عن مكانة القاضي وهيبته، أو على صعيد المبادرات الهادفة إلى تعزيز روابط التضامن المهني والاجتماعي بين القضاة. وقد أجمع المتدخلون على أن التجربة التي بصموا عليها ستظل مرجعاً حياً في سجل النادي، وعنواناً مضيئاً لمسار جمعية مهنية جعلت من خدمة العدالة وقيمها النبيلة أفقاً دائماً لنشاطها.

وقد عبر المكرَّمون عن اعتزازهم بهذه الالتفاتة التي اعتبروها وساماً على صدورهم، مؤكدين أن الانخراط في العمل الجمعوي القضائي كان بالنسبة إليهم واجباً أخلاقياً ومهنياً قبل أن يكون مجرد مسؤولية تنظيمية. كما شددوا على أن مسار العطاء لا يتوقف بانتهاء ولاية، بل يظل ممتداً ومتجدداً حيثما وُجد القاضي في محراب العدالة، ملتزماً بالقَسَم الذي يربطه بضميره وبالمواطن وبالوطن.

ولم يخلُ الحفل من لحظات وجدانية مؤثرة، جسدتها شهادات ألقاها قضاة شباب أكدوا أن المكتب المنتهية ولايته مثّل لهم قدوة في الالتزام والتضحية، وأن إرثه المعنوي والمهني سيظل حاضراً لإلهام الأجيال القضائية الصاعدة. كما تم تسليم دروع وشهادات رمزية لأعضاء المكتب، اعترافاً بمسارهم المتميز وامتناناً لما قدموه من تضحيات في سبيل الرقي بصورة القضاء المغربي.

إن تكريم القضاة في ختام ولايتهم لا يمثل فقط احتفاءً بأشخاص، بل يرمز إلى ثقافة الاعتراف بالعمل الجماعي، وإلى ترسيخ تقليد ديمقراطي داخل نادي قضاة المغرب، قوامه التداول المسؤول على المهام، والتواصل المستمر بين الأجيال. ولعل ما ميّز هذا الحفل هو أنه لم يكن مجرد توديع لمرحلة، بل إعلان عن انطلاقة جديدة، يؤكد فيها القضاة مرة أخرى أنهم يظلون أوفياء لرسالة العدالة، ماضين في مسيرة النضال المهني من أجل استقلال السلطة القضائية وتعزيز ثقة المواطن في مؤسسة القضاء.

وبين لحظة تكريم وأخرى، كان صدى كلمات الفيلسوف نيتشه يتردد في الأذهان: “من لا يشكر القليل، لا يشكر الكثير”. ولعل في هذه الحكمة ما يلخص جوهر المناسبة: الشكر والاعتراف بما بذله هؤلاء القضاة من جهد صادق، وإبقاء أسمائهم محفورة في ذاكرة نادي قضاة المغرب بالقنيطرة، كرمز لعطاء صامت لكنه عميق الأثر.

 

اترك رد

Breaking News