وجدة : عصام بوسعدة
تستعد مدينة وجدة لاحتضان تظاهرة ثقافية كبرى، حيث تنظم وكالة تنمية جهة الشرق، بشراكة مع وزارة الشباب والثقافة والتواصل وولاية جهة الشرق ومجلس الجهة وجامعة محمد الأول وعدد من المؤسسات العمومية، الدورة الخامسة للمعرض المغاربي للكتاب “آداب مغاربية”، وذلك من 7 إلى 12 أكتوبر 2025 بساحة الملعب الشرفي، تحت شعار: “أن نقيم في العالم ونكتبه”.
هذا الحدث الثقافي، الذي صار موعداً قاراً في الأجندة الوطنية والأورو-متوسطية، سيحوّل عاصمة الشرق إلى فضاء رحب يلتقي فيه الأدب بالفكر، والحرف بضياء القيم والمعرفة. ومن المنتظر أن يترأس وزير الشباب والثقافة والتواصل حفل الافتتاح الرسمي يوم الثلاثاء 7 أكتوبر على الساعة الخامسة مساء، بحضور شخصيات سياسية وأكاديمية وفنية وازنة، في لحظة تحتفي بالكتاب باعتباره بيتاً رمزياً نطل منه جميعاً على العالم.
وستعرف هذه الدورة مشاركة واسعة لكتاب وروائيين وفلاسفة وفنانين من المغرب ومن بلدان عربية وإفريقية وأوروبية وأمريكية، مما يمنح المعرض بعداً كونياً ويجعله فضاءً للتبادل الحر واللقاء الخلاق. كما سيعرض ناشرون مغاربة وأجانب أحدث إصداراتهم، مفسحين المجال أمام القراء للتواصل المباشر مع مؤلفي الكتب في جلسات توقيع وحوار. وسيُكرَّم أيضاً عدد من الأسماء الثقافية الوطنية التي بصمت المشهد المغربي بإسهاماتها الفكرية والإبداعية.
ويمتد المعرض على مساحة تفوق أربعة آلاف متر مربع، تتوزع بين فضاءات مخصصة لدور النشر، وأخرى للهيئات والمؤسسات العمومية، إضافة إلى فضاءات للأطفال والشباب، ومقهى أدبي يحتضن لقاءات توقيع وعروضاً إبداعية. كما ستنظم أزيد من ثلاثين مائدة مستديرة ونقاشات فكرية وأدبية، في أجواء تعكس تعدد المرجعيات وتنوع الأصوات.
ولإضفاء مزيد من الانفتاح، ستُقام أنشطة موازية في رحاب الجامعة والثانويات وحتى داخل السجن المحلي بوجدة، تأكيداً على أن الثقافة حق مشاع وجسر للتواصل. وسيكون للفن التشكيلي نصيب وافر عبر معرض يضم أعمال فنانين من جهة الشرق وإبداعات طلبة مدرسة الفنون الجميلة، حيث يلتقي اللون بالكلمة في انسجام إبداعي بديع.
بهذه الرؤية، يواصل المعرض المغاربي للكتاب تكريس مكانته كمنصة فكرية رائدة ومجال حيوي للحوار بين الثقافات، مجسداً شعار دورته الخامسة: الكتابة ليست مجرد إبداع، بل هي أيضاً أسلوب للعيش وإعادة صياغة العالم.
