وجدة – عصام بوسعدة
في أجواء احتفالية جمعت بين عبق الفن وسحر التاريخ، افتتح وفد رسمي يتقدمه الكاتب العام لولاية جهة الشرق أحمد شعبان ، والكاتب العام المكلف بالشؤون الجهوية رشيد الزناتي ، ورئيس جامعة محمد الأول بوجدة ياسين زغلول و مجلس عمالة وجدة أنجاد لخضر حدوش ، ورئيس مجلس جماعة وجدة محمد عزاوي ، فعاليات الدورة الرابعة عشرة من المهرجان الدولي المغاربي للفيلم بوجدة، وسط حضور لافت لنجوم السينما والمخرجين من المغرب ومن دول مغاربية وأجنبية.
وفي إلتفاتة جديدة تضيف رونقاً خاصاً لهذه الدورة ، قام الوفد الرسمي الذي كان في إستقباله رئيس المهرجان الدولي المغاربي للفيلم بوجدة خالد سلي، بزيارة معرض السيارات القديمة المنظم من قبل جمعية الأمل للسيارات العتيقة بالدريوش، على هامش المهرجان الدولي المغاربي للفيلم بوجدة.
هذه التحفة الميكانيكية النادرة التي تصطف بزهو، لم تكن مجرد وسائل تنقل في الماضي، بل ارتقت إلى مرتبة الرموز البصرية التي صنعت مشاهد خالدة في تاريخ السينما العالمية.
ففي أفلام هوليوود والكلاسيكيات الأوروبية، كانت السيارة القديمة حاضرة كعنصر سردي يختزل الزمن ويمنح المشهد عمقاً جمالياً، سواء في أفلام المطاردات أو المشاهد الرومانسية أو حتى الأعمال الدرامية.
واليوم، يجد زوار المهرجان في وجدة أنفسهم أمام فرصة استثنائية للغوص في هذا البعد الفني، حيث تلتقي السينما بعالم السيارات لتجسد علاقة الإبداع بالتاريخ.
ويرى متتبعون أن إدراج معرض السيارات القديمة لأول مرة في برمجة المهرجان، يعكس نجاح جمعية “سيني مغرب” في تنويع فقرات هذه التظاهرة، وحرصها على المزج بين العرض السينمائي وفضاءات فنية موازية تثري التجربة الثقافية للجمهور.
كما يشكل المعرض إضافة نوعية تعزز مكانة المهرجان كجسر للتواصل بين عشاق السينما والفنانين والمخرجين القادمين من مختلف البلدان، وهو ما يجعل من مدينة وجدة فضاءً دولياً يحتفي بالثقافة السمعية البصرية في أبعادها المتعددة.
إن حضور السيارات القديمة في المهرجان ليس مجرد عرض ميكانيكي، بل هو استحضار لذاكرة سينمائية عريقة، وإشارة إلى أن الفن السابع يظل دائماً مرآة تعكس تفاصيل الحياة، حتى تلك التي تسير على أربع عجلات.
وبهذا المزج بين السينما والسيارة، يفتح المهرجان الدولي المغاربي للفيلم بوجدة صفحة جديدة من الإبداع، مؤكداً أن وجدة قادرة على الجمع بين الأصالة والتجديد، وبين سحر الصورة وذاكرة الطريق