تضع مراكش تطوير بنيتها التحتية المرورية في صلب أولوياتها، حيث تشهد الجهة الشمالية الغربية من المدينة أشغالاً كبرى لإنجاز نفقين أرضيين عند تقاطعات الطريقين الوطنيين رقم 7 ورقم 8. هذه المنشآت تستهدف معالجة نقاط الازدحام الأكثر حساسية، خصوصاً في محيط محطة الحافلات والمحاور الرابطة بين المركز والأحياء الكبرى مثل المحاميد وتامنصورت. التصميم الهندسي يوفر عرضاً يقارب 20 متراً مع مسارين في كل اتجاه، بما يسمح باستيعاب التدفقات المرورية خلال ساعات الذروة وضمان انسيابية الحركة.
اختيار هذه المواقع جاء استجابةً لحاجة ملحّة، إذ أظهرت الدراسات أن هذه المفترقات تتحكم في دينامية التنقل على مستوى الطريق المدارية وتؤثر بشكل مباشر على التنقلات اليومية للسكان والأنشطة الاقتصادية واللوجستية. معالجة هذه الاختناقات تعني استعادة مرونة الشبكة الطرقية وتعزيز موثوقيتها، وهو ما يشكل ركيزة أساسية لجاذبية المدينة وجودة العيش فيها.
قبل إطلاق الورش، أُعطيت أهمية قصوى لتنظيم التحويلات المرورية وضمان استمرارية الخدمات. فقد جرى إعداد مسارات بديلة مدعومة بإشارات واضحة، وتحديد فترات التحويل بما يتناسب مع حجم الحركة. كما تم اعتماد خطة للتواصل الميداني والإعلامي قصد تمكين السائقين والمرتفقين من برمجة تنقلاتهم مسبقاً وتفادي الاختناقات.
على مستوى الأشغال، يسير التنفيذ بوتيرة منتظمة وفق البرنامج الزمني المحدد. فقد انطلقت أولاً أشغال تحويل الشبكات الرئيسية التي تزود المدينة بالماء والكهرباء والاتصالات والتطهير، وهو ما سمح بالحفاظ على الخدمات الأساسية دون انقطاع. أما في ما يخص البنية، فقد بلغت نسبة إنجاز أعمال التهيئة الترابية حوالي 70 %، فيما تتقدم أشغال الهياكل بنسبة تقارب 30 % لكل نفق. التنسيق اليومي بين مختلف المتدخلين مكّن من الحفاظ على وتيرة العمل وضمان جودة التنفيذ، في وقت استمرت فيه حركة السير بشكل منظم بفضل phasage مدروس.
ومع تقدم الأشغال وتجاوز المحطات التقنية واحدة تلو الأخرى، تترسخ آفاق إنهاء المشروع ضمن الآجال المحددة. الهدف المعلن يبقى واضحاً: تسليم منشآت حديثة، آمنة، وفعّالة، تسهم في تخفيف الضغط على الشبكة الطرقية وتمنح المدينة أداة إضافية لتعزيز تنقلها الحضري بشكل مستدام.
