وجدة – عصام بوسعدة
تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، انطلقت بمدينة وجدة فعاليات الدورة الثامنة لمهرجان البلوزة ، الذي بات موعدًا سنويًا يحتفي بهذا الزي التقليدي كرمز للهوية والأناقة الشرقية، ويبرز غنى وتنوع التراث المغربي.
حفل الافتتاح الرسمي شهد حضور شخصيات وازنة، أبرزها الكاتب العام لولاية جهة الشرق، وباشا المدينة، والمدير الجهوي للصناعة التقليدية، إلى جانب منتخبين، فاعلين ثقافيين، وفنانين، ما يؤكد المكانة المتزايدة لهذا الحدث على المستويين المحلي والوطني.
وخصص المهرجان حيزًا هامًا للاعتراف بإسهامات المرأة في الحفاظ على البلوزة الوجدية، حيث تم تكريم عدد من الصانعات التقليديات، تقديرًا لدورهن في صون هذا الموروث وتطويره. كما تم تكريم السيدة صباح حموتي، المسؤولة عن الشؤون الثقافية بعمالة وجدة أنجاد، عرفانًا بمسارها الحافل في دعم المبادرات الثقافية والفنية بالجهة.
وعلى مستوى العروض، مزجت الفقرات الفنية بين الإبداع المحلي والانفتاح المغاربي و الإفريقي ، في مشهد يعكس التنوع والانفتاح الحضاري الذي تتميز به وجدة، كبوابة المغرب نحو إفريقيا. كما شهد حفل الافتتاح عروضًا موسيقية متنوعة، أبرزها مزيج فني بين فن الغرناطي وإيقاعات أمريكا اللاتينية، عكس التقاء الثقافات وتشابه الروح الإبداعية
ويتميز برنامج المهرجان هذه السنة بغناه وتنوعه، حيث يتضمن ورشات أكاديمية ولقاءات فكرية ستناقش أهمية الأزياء التقليدية في ترسيخ الهوية الثقافية وتعزيز الاقتصاد الإبداعي.
لقد أثبت مهرجان البلوزة ، في نسخته الثامنة، أنه ليس مجرد احتفاء بلباس تقليدي، بل منصة حية للتلاقي الثقافي والحوار بين الحضارات، ورسالة قوية بأن الأزياء والفنون يمكن أن تكون جسورًا للتواصل والتفاهم بين الشعوب، تجمع بين عبق الماضي وإبداع الحاضر