السعيدية – عصام بوسعدة
إنعقد بمدينة السعيدية يومي 17 و18 أكتوبر 2025 المؤتمر الاستثنائي لحزب “القوات المواطنة” تحت شعار: “من أجل مواطنة دامجة”، في محطة تنظيمية هامة شهدت حضورًا وازنًا لمؤتمرات ومؤتمرين من مختلف جهات المملكة.
جلسة افتتاحية بروح وحدوية وتأكيد على التغيير
إفتتح المؤتمر بإستقبال المؤتمرين وتسجيلهم، قبل أن تنطلق الجلسة الافتتاحية بتلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم وبأداء النشيد الوطني المغربي، ونشيد الحزب، في أجواء طبعتها الحماسة وروح الانتماء.
وألقى رئيس اللجنة التحضيرية كلمة رحّب فيها بالمشاركين، مؤكدًا أن هذا المؤتمر يشكّل محطة مفصلية في مسار الحزب، ويأتي تجاوبًا مع متطلبات المرحلة السياسية التي تستدعي تجديد الرؤى والهياكل التنظيمية.
من جهتها، عبّرت ممثلة القطاع النسائي في الحزب عن اعتزاز النساء الحزبيات بمساهمتهن الفاعلة في صياغة التوجهات الجديدة، مؤكدة أن الحزب يسير بثبات نحو ترسيخ مبادئ الإنصاف والمساواة داخل هياكله.
كما قدّم عدد من الضيوف كلمات شكر من خلالها مبادرة الحزب لعقد هذا المؤتمر الاستثنائي، معربين عن تقديرهم للمسار الديمقراطي الذي اختاره حزب القوات المواطنة.
وفي كلمة عضو المكتب السياسي لحزب القوات المواطنة والمكلف بالشبيبة، أكد أن المؤتمر الاستثنائي للحزب المنعقد في السعيدية يهدف لتأكيد حقيقة أن الشباب المغربي هو محور التنمية وصانع القرار المستقبلي.
وشدد على أن المؤتمر هو استجابة عملية للتوجيهات الملكية السامية الداعية إلى تمكين الشباب وضخ دماء جديدة من الكفاءات الشابة في مواقع المسؤولية، وسن سياسات عمومية ناجعة لاندماجهم.
وأضاف مخلص حجيب، أن اختيار السعيدية، “جوهرة الشرق”، لم يكن صدفة، بل هو اختيار رمزي بعمق وطني وحدودي، يؤكد على التلاحم الوطني، والوحدة الترابية، ووضع قضايا المناطق الحدودية وتنميتها في صلب اهتمامات الحزب، ترسيخاً لمبدأ العدالة الترابية.
ودعا في الختام الشباب إلى التحلي بروح الجدية والمواطنة الفاعلة ليصبحوا قادة ومشاركين في صياغة مستقبل البلاد.
محطات تنظيمية بارزة
بعد استراحة شاي، انطلقت أشغال الجلسة العامة التي خُصصت لتقديم تقارير اللجان ومناقشة التعديلات المقترحة على القانون الأساسي للحزب، حيث تمت المصادقة على وثائق المؤتمر بالإجماع، ما يمهّد لتفعيل دينامية تنظيمية جديدة.
ومن أبرز محطات المؤتمر، انتخاب الدكتور محمد وائل عواد أمينًا عامًا للحزب، وذلك بعد تنازل منافسه السيد أحمد ولاد الصغير في بادرة ديمقراطية راقية حظيت بإشادة الحاضرين.
كما تم انتخاب أعضاء وعضوات المجلس الوطني، واختيار رئيس المجلس الوطني، إلى جانب تشكيل المكتب السياسي الجديد الذي حرص على ضمان تمثيلية منصفة للشباب والنساء، بما ينسجم مع الشعار المرفوع للمؤتمر.
ختام المؤتمر وتأكيد على الالتزام الوطني
اختُتمت أشغال المؤتمر بالمصادقة على البيان الختامي الذي شدّد على التزام الحزب بخدمة المواطنات والمواطنين، والدفاع عن القضايا الوطنية، والاشتغال من داخل المؤسسات بروح التجديد والواقعية.
وقد جرى في الختام تلاوة برقية ولاء وإخلاص مرفوعة إلى السدة العالية بالله، صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، تعبيرًا عن وفاء الحزب للثوابت الوطنية.
واختتم المؤتمر بوجبة غذاء جماعي في أجواء أخوية، عكست وحدة الصف والانخراط الجماعي في إنجاح مرحلة جديدة من مسار الحزب
