وجدة – عصام بوسعدة
أثار عمل تخريبي استهدف المجسم الفني بساحة الثقافة العربية بمدينة وجدة، قرب ثانوية عمر بن عبد العزيز، موجة استياء كبيرة في صفوف ساكنة المدينة والفاعلين الثقافيين والجمعويين، بعد أن تم تلطيخ أعلام عدد من البلدان العربية المرسومة على المجسم باللون الأحمر، في مشهد وصفه العديدون بـ”المؤسف والمخجل”.
الساحة التي تم تهيئتها في إطار احتفاء مدينة وجدة بلقب “عاصمة الثقافة العربية”، كانت ولا تزال رمزا للتلاقي والتنوع الثقافي العربي، قبل أن يطالها هذا الفعل التخريبي الذي شوّه جمالية العمل الفني وأضر بمعناه الرمزي.
وعلق أحد الفاعلين الجمعويين على وسائل التواصل الاجتماعي على الموضوع قائلا :
“من العيب والعار أن تُخرب لوحة فنية في الشارع العمومي بوجدة، خاصة تلك التي تحمل خريطة بلداننا العربية. الفن ملك للجميع، وتخريبه لا يعكس إلا جهلاً مطبقاً وعدم احترام للقيمة والجمالية.”
داعيا إلى فتح تحقيق عاجل ومراجعة كاميرات المراقبة المحيطة بالساحة لتحديد هوية المخربين ومتابعتهم قانونياً، مؤكداً أن “السكوت عن مثل هذه الأفعال يشجع على تكرارها، ويُسيء لصورة المدينة التي لطالما كانت منارة للفن والثقافة والتسامح.”
وتجدر الإشارة إلى أن ساحة الثقافة العربية بوجدة تُعد من أبرز الفضاءات الفنية بالمدينة، حيث تحتضن العديد من الأعمال التشكيلية والمجسمات التي تجسد روح الوحدة العربية، مما يجعل تخريبها مسّاً بالقيم التي ترمز إليها.
ويبقى الفن هو لغة الشعوب، وتدنيس رموزه هو إساءة للجميع. ونأمل أن يُعاد ترميم المجسم في أقرب وقت، وأن تُتخذ الإجراءات الكفيلة بحماية الفضاءات الفنية العمومية من مثل هذه السلوكات اللامسؤولة