بعد سنوات من الركود مدينة وجدة تتجدد كعاصمة للشرق في عهد الوالي خطيب الهبيل

ساعتين agoLast Update :
بعد سنوات من الركود مدينة وجدة تتجدد كعاصمة للشرق في عهد الوالي خطيب الهبيل

 

وجدة – عصام بوسعدة

تستعيد مدينة وجدة نبضها الحضري بثبات، بعد سنوات من الركود، عبر انطلاق دينامية عمرانية غير مسبوقة تعيد إليها بريقها التاريخي ومكانتها كعاصمة للشرق المغربي، في إطار رؤية جماعية تروم تجديد الفضاءات العامة وتثمين ذاكرتها الحضرية.

تحت إشراف ولاية جهة الشرق وبشراكة مع مجلس عمالة وجدة أنكاد وشركة التنمية المحلية “وجدة للتهيئة”، تشهد المدينة هذه السنة ورشاً استدراكياً واسعاً لتأهيل أحد عشر ساحة عمومية، في خطوة تعكس إرادة قوية لإعادة الروح إلى قلب المدينة ومحيطها.

سنة التحول الحضري… وجدة تفتح صفحة جديدة من تاريخها

سنة 2025 لم تكن عادية في مسار وجدة، بل شكلت منعطفاً حاسماً في تجديد عمرانها، حيث تم وضع برنامج شامل لإعادة الاعتبار للساحات التي طالها الإهمال، وتحويلها إلى فضاءات تنبض بالحياة وتستجيب لتطلعات الساكنة.

فالمشاريع الجارية لا تقتصر على تحسين الأرصفة أو تحديث الإنارة فحسب، بل تشمل توسيع المساحات الخضراء، وإحياء النافورات، وإدماج تجهيزات حضرية ذكية، ومقاعد مريحة وممرات آمنة تشجع على اللقاءات الإنسانية والأنشطة الثقافية والاجتماعية.


من “ساحة جدة” إلى “باب سيدي عبد الوهاب”… الذاكرة تتجدد

تُجسد ساحة جدة بشارع محمد الخامس نموذجاً حياً لهذا التحول، إذ استعادت رونقها بتصميم عصري ونافورة مضيئة تضفي حياة على المركز الحيوي للمدينة.

وفي قلب المدينة العتيقة، تتنفس ساحتا باب سيدي عبد الوهاب وباب الغربي روحاً جديدة من خلال أشغال ترميم تحافظ على أصالتهما التاريخية، وتعيد لهما مكانتهما كرمزين للحياة الشعبية والثقافية الوجدية.

أما ساحة المغرب، فقد استعادت دفئها كمتنفس اجتماعي وسط زحمة الأسواق، فيما تتألق ساحة ولي العهد الأمير مولاي الحسن بطابع وطني راقٍ يجمع بين الجمالية والرمزية.
وفي الحي الجامعي، تحولت ساحة روما إلى فضاء حضري حديث يحتضن طلبة الجامعة وساكنة الأحياء المجاورة.

قلب شارع محمد الخامس يتجدد… وجدة تتنفس عمراناً حديثاً

كما تشهد أربع ساحات مركزية هي 9 يوليوز، 16 غشت، 18 نونبر، وللا مغنية أشغالاً شاملة ضمن مشروع “محمد الخامس”، لتصبح محطات جمالية متصلة تحكي قصة وجدة بين الأمس واليوم، وتُجسد رؤية تنموية تجعل من المجال العمومي فضاءً للحياة لا مجرد ممر عابر.

من ذاكرة الألم إلى فضاء الأمل

وفي ساحة 3 مارس، التي ارتبطت في الذاكرة الجماعية بأحداث سنة 1948، ينبعث الأمل من جديد. فقد تحولت اليوم إلى رمز للتجدد والتلاحم الاجتماعي، بعدما غادرت رمزية الألم لتصبح عنواناً للحياة والإشراق.

وجدة تبني الإنسان كما تبني المكان

تلقى هذه الأوراش ترحيباً واسعاً من سكان المدينة، الذين يرون فيها بداية عهد جديد من الجمال والتنظيم، مؤكدين على ضرورة ترسيخ ثقافة مواطنة مسؤولة تحافظ على هذه المكتسبات.

فوجدة لا تُرمم فقط ساحاتها، بل تُعيد صياغة علاقتها بالإنسان والمكان، لتصبح الساحات مرآةً لوعي جماعي متجدد، يربط بين أصالة التاريخ وطموح المستقبل

اترك رد

Breaking News