وجدة تحتضن ورشة إعلامية حول المهاجرين والمفقودين: لقاء إنساني يجمع الصحافة بالحقوق

30 أكتوبر 2025Last Update :
وجدة تحتضن ورشة إعلامية حول المهاجرين والمفقودين: لقاء إنساني يجمع الصحافة بالحقوق

 

وجدة – عصام بوسعدة

إحتصنت مدينة وجدة يوم الأربعاء 29 أكتوبر 2025 ورشة تشاركية إخبارية تواصلية وتكوينية نظمتها الجمعية المغربية لمساعدة المهاجرين في وضعية صعبة، بتعاون مع جريدة “جيل 24” الإلكترونية، وبدعم من مؤسسة هانريش بول الألمانية بالرباط ومؤسسة أرض التضامن بفرنسا.

اللقاء خُصص لمناقشة قضايا الهجرة واللجوء، وفي مقدمتها ملفات المفقودين والسجناء والمحتجزين والعالقين والمتوفين في مسالك الهجرة، التي تشكل اليوم أحد أكثر الملفات إلحاحا على المستويين الإنساني والحقوقي.


إعلام وإنسانية في مواجهة مأساة المفقودين

عرفت الورشة مشاركة واسعة لعدد من مديري المنابر الإعلامية الوطنية والجهوية، ومراسلي الصحف، وطلبة ماستر “قضايا الهجرة”، إلى جانب فاعلين جمعويين وأسر المفقودين.
وشهد اللقاء نقاشا صريحا حول دور الإعلام في تسليط الضوء على معاناة المهاجرين، وتطوير مقاربات مهنية وإنسانية في معالجة هذا الملف الحساس.

في كلمته الافتتاحية، أكد رئيس الجمعية المغربية لمساعدة المهاجرين في وضعية صعبة أن الجمعية جعلت من الدفاع عن المهاجرين والمفقودين ومواكبة أسرهم محورًا أساسيا في عملها الميداني، مبرزا أن المقاربة المعتمدة ترتكز على التنسيق المؤسساتي والترافع الوطني والإقليمي والدولي، مع الانفتاح على الإعلام كرافعة للتأثير والتغيير.

 

دعوات إلى تأسيس إعلام إنساني متخصص

من جانبه، قدّم عبد العلي الجابري، مدير نشر جريدة جيل 24، عرضا تطرق فيه إلى ضرورة الانتقال من التناول المناسباتي لقضايا الهجرة إلى صحافة إنسانية مواطنة، تساهم في تصحيح الصور النمطية عن المهاجرين.
ودعا الجابري إلى تأسيس هيئة وطنية متخصصة في إعلام الهجرة تجمع الصحافيين والباحثين والحقوقيين لتوحيد الجهود وتعزيز المهنية والالتزام الأخلاقي في التغطية الصحفية.

بدوره، أكد صلاح الدين لمعيزي، ممثل الشبكة المغربية لصحفيي الهجرات، على أهمية ترسيخ التحري الصحفي المسؤول، ومواصلة العمل الجماعي في سبيل تطوير محتوى إعلامي يحترم الحقيقة ويعلي من القيمة الإنسانية للمهاجرين.

شهادات مؤثرة وتوصيات عملية

قدمت أسر المفقودين خلال الجلسة شهادات مؤثرة عن معاناتها مع الغياب والانتظار، وسط تفاعل وتعاطف كبيرين من المشاركين، الذين شددوا على ضرورة إحداث آليات وطنية فعالة لتتبع ملفات الاختفاء والمحتجزين وتقديم الدعم النفسي والاجتماعي لعائلاتهم.

وفي ختام اللقاء، ثمّن المشاركون الشراكة المثمرة بين الجمعية المغربية لمساعدة المهاجرين في وضعية صعبة وجريدة جيل 24، معتبرينها نموذجًا ناجحًا للتعاون بين الإعلام والعمل الحقوقي في خدمة قضايا المهاجرين والمفقودين.

توصيات الورشة

خلصت أشغال الورشة إلى جملة من التوصيات العملية، أبرزها:

1. تكثيف تغطيات وسائل الإعلام والتواصل المباشر مع أسر الضحايا.

2. التفكير في تأسيس شبكة إعلامية جمعوية جهوية تُعنى بملفات الهجرة والسجناء والمفقودين.

3. تعزيز التعاون بين الإعلام والمجتمع المدني الجاد في قضايا الهجرة واللجوء.

4. تنظيم ملتقى جهوي/وطني حول مدن العبور في إفريقيا وشمالها، لتبادل الخبرات ورصد الظواهر الميدانية.

5. جعل 6 فبراير من كل سنة يوماً عالمياً للتضامن مع ضحايا الحدود، لتقييم الجهود وتطوير آليات العمل الحقوقي والإعلامي.

وأكد المشاركون في ختام الورشة أن مدينة وجدة أصبحت اليوم فضاءً مفتوحًا للنقاش والتعاون حول قضايا الهجرة، ومنصة لإعادة الاعتبار لحقوق المهاجرين والمفقودين وأسرهم، في أفق بناء إعلام وطني إنساني منصف، يُعلي قيم الكرامة والتضامن الإنساني.

اترك رد

Breaking News