بقلم :عادل بالماحي
في قلب بلدة مداغ التابعة لإقليم بركان، تمتد مساحة كانت الساكنة تأمل أن تتحول، وفق وعود سابقة من المجلس الجماعي، إلى سوق نموذجي منظم يخفف من معاناة الباعة المتجولين، ويعيد النظام والنظافة إلى الفضاء العام.

غير أن الواقع اليوم يحكي قصة مغايرة تماماً؛ فالمكان الذي كان يُفترض أن يحتضن مشروعاً تنموياً بات مطرحاً للنفايات وبقايا الهدم، في مشهد يثير استغراب الساكنة ويعكس، حسب متتبعين، غياب رؤية واضحة في تدبير المجال المحلي.

بمحيط مدرسة ابن خفاجة الابتدائية، تنتشر أكشاك وعربات البيع العشوائي، وهو وضع يخلق ازدحاماً واختلالاً في النظام العام، خصوصاً وأن هذا المكان يقع على مرأى من السلطات المحلية، ما يطرح تساؤلات حول دور المراقبة والتدخل الفوري لإعادة النظام إلى الفضاء العام.

العديد من المواطنين يرون أن المشكل لا يكمن في وجود الباعة، بل في غياب التنظيم والتأطير، مؤكدين أن هؤلاء الناس يطلبون فقط فضاءً قانونياً يزاولون فيه نشاطهم بكرامة، دون تضييق أو فوضى.
ويرى فاعلون محليون أن الوقت قد حان لتفعيل مشروع السوق النموذجي الذي طال انتظاره، وإعادة الاعتبار لهذه البقعة التي تحولت من حلم تنموي إلى نقطة سوداء في قلب البلدة، داعين المجلس الجماعي إلى تحمل مسؤوليته الكاملة في الوفاء بالتزاماته، والسلطات المحلية إلى مواكبة عملية التنظيم بدل الاكتفاء بالملاحظة من بعيد.
وفي ظل هذه الوضعية، تبقى الأنظار متجهة نحو عامل إقليم بركان الذي أبان عن دينامية في معالجة القضايا المحلية، على أمل أن يعرف هذا الملف تدخلاً يعيد الثقة إلى الساكنة، ويُخرج مشروع السوق من دائرة الوعود إلى أرض الواقع.




