إنتهت معاناة مجموعة من الأحياء بمراكش من طعم ورائحة ولون المياه الصالحة للشرب مؤخرا، حيث تغير تدريجيا خلال الأسابيع الأخيرة.
و أكد مسؤولو الوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء بمراكش، في تصريح للجريدة، أن تغير لون ومذاق المياه الصالحة للشرب، الذي تمت ملاحظته من طرف بعض زبناء الوكالة بمجموعة من الأحياء يعود إلى تغيير مصادر التوزيع نظرا للظرفية الحالية المتعلقة بإنخفاض وقلة الموارد المائية والتساقطات المطرية التي تعرفها المدينة.
وقدم مسؤولو الوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء بمراكش، شروحات حول سبب تغير خصائص الماء، مؤكدين أن الماء الموزع يستجيب لجميع معايير التوزيع المعتمدة من طرف المصالح المختصة، حيث أشاروا إلى أن التحليلات والدراسات التي أجريت على العينات المائية بصفة يومية، أكدت أن المياه صالحة للشرب رغم تغير خصائصها ولا تشكل ضررا على صحة المواطنين.
وحسب التوضيح، فقد كشف مسؤولو الوكالة، أنه ومن أجل تأمين تزويد المدينة بالمياه الصالحة للشرب، تم تشغيل المنشأة المنجزة في السنوات الأخيرة والتي كلفت كلا من الوكالة والمكتب الوطني للماء الصالح للشرب (فرع الماء) استثمارات جد مهمة. كل ذلك من أجل الاستجابة لمتطلبات الساكنة وتأمين توفير هذه المادة الحيوية.
وأكدت إدارة الوكالة، أن تغيير مصدر التزويد لا تأثير له على جودة المياه ومطابقتها للمعايير الجاري بها العمل، ونخص بالذكر المعيار المغربي NM 03-7-01 و NM 03-7-02، حيث أشارت في هذا الصدد إلى أن الوكالة تحرص على القيام بجميع التحاليل المخبرية اليومية والمراقبة الدائمة سواء داخل المختبرات الخاصة بالوكالة أو المختبرات الخارجية التي تتمتع بكل صفات الإستقلالية والحياد في تقديم النتائج وهي مختبرات معتمدة من طرف المصلحة المغربية للإعتماد بوزارة الصناعة والتجارة، بما فيها مراقبة المكتب الصحي والمكتب الوطني للماء الصالح للشرب (فرع الماء) ومندوبية الصحة.
و أضافت إدارة الوكالة، أن تغيير اللون الذي عرفته بعض الأحياء ك( الضحى أبواب مراكش، دار السلام بسعادة، العزوزية، أحياء المسيرة، سوكوما، حي ازيكي وبرادي) ، يعتبر مسألة آنية وظرفية نتيجة تغيير نظام التوزيع بالمركب الهيدروليكي الجديد، قبل أن تشدد على أن وضعية التوزيع حاليا طبيعية، وتبقى جميع فرقها معبأة من أجل ضمان وتأمين التوزيع بالجودة المطلوبة وطبقا للمعايير الجاري بها العمل.
و كان عدد من المواطنين و المواطنات من ساكنة مناطق متفرقة بالمدينة الحمراء مراكش، قد احتجوا على تغير لون وطعم الماء الصالح للشرب، الذي أصبح مالحا وفقا لما تم تدوينه على مواقع و شبكات التواصل الإجتماعي، حيث لم يسبق بتاتا أن كان الماء بالمدينة بهذا الطعم واللون، وهو الشيء الذي أدخل الخوف في نفوس الساكنة، إذ واستنادا إلى ما عاينه طاقم الجريدة فقد أصبح الطلب على الماء المعدني كبيرا رغم تكاليفها الباهظة، حيث شهدت مجموعة من المحلات التجارية نفاد الماء المعبأ بسبب كثرة الطلب، في حين لجأ فيه آخرون إلى البحث عن آبار قد تكون مياهها صالحة للشرب داخل و خارج المدار الحضري.