تتسلل الجزائر بلا خوف وبلا شعور إلى أعماق التراث المغربي، كأنها صياد طموح ينتظر الفرصة المناسبة للانقضاض على فريسته. فها هو القفطان والكسكس والطاجين، يتحولون إلى أدوار ثانوية في مسلسل “سرقات الجزائر لكل ما هو مغربي”، و يبدو أنه لا ينتهي.
حيث يتصدر البركوكش اليوم الساحة في الجزائر ، هذه المادة الأساسية التي تجلب للمغاربة طعم الوطن والذكريات، تتحول الآن إلى محتوى مزيف يحمل علم الجزائر على عبوته في الأسواق العالمية، بينما تبقى عبارة “صنع في المغرب” تتسلل بين السطور بوضوح مُشوه.
فيما تتواصل هذه الج.رائم الثقافية دون أدنى محاولة من الجزائر لإظهار الاحترام للتراث المغربي، بل على العكس تمامًا، تظل الرغبة في التقليد السطحي والمُقلَّدة أعمى وبصيرة الجزائريين، حيث يتجاهلون بلا حياء عبارات الإنتاج الحقيقية ويغطونها براية الجزائر، كما لو أن ذلك يغير الحقيقة.
هذه السرقات الواضحة للتراث المغربي ليست مجرد فعل عابر يمكن تجاهله، بل هي سلسلة من الاستهتار الثقافي والمعرفي، تجعل الجزائر تنظر إليها بسخرية على المستوى العالمي. فالعالم اليوم لم يعد مجرد مراقبًا، بل هو شاهد على هذه الجرائم المتكررة، وبدأ يتساءل عن مدى استمرارها وتفاقمها دون حسيب أو رقيب.
وكما هو متوقع، فإن تعليقات السخرية لم تتأخر عن الظهور، حيث يعلو صوت الضحك والسخرية من جرأة الجزائر في تقليد وسرقة التراث المغربي، مما جعلها عرضة للانتقادات اللاذعة والنكات الساخرة في مواقع التواصل الاجتماعي وفي المحافل الثقافية.
في النهاية، فإن حق التراث ليس ملكًا لأحد بل هو تراث عالمي ينبغي أن يحترم ويُحافظ عليه، ولكل دولة وشعب حق في الاعتزاز والاحتفال بتراثه الخاص، دون اللجوء إلى السرقة أو التزوير.
تحرير: روميسة صافري