رحم الله أناسًا فرحت قلوب المغاربة بمعرفتهم وزغردت الدنيا يوم جاءوها، عسى أن تتقبلهم السماوات في رضا من الرحمن، فصبرنا الله وغفر لھا. للمولى ما أعطى وله ما أخذ، نقدم خالص التعازي القلبية بوفاة الفقيدة، فالله يرحمها ويجعل مثواها مع الطيبين والأبرار.
فنحن في غاية الأسف لفقدان سمو والدة جلالة الملك محمد السادس نصره الله ، لقد كانت طيبة القلب ومحبة للخير، وسيبقى النور الذيجلبها إلى العالم دائمًا في قلوب كل من المغاربة الذين عرفوھا وأحبوھا كثيرًا. فلن يتم نسيانھا أبدا، وفي كل مرة سنتذكرها، سندعو لها بالرحمة والمغفرة.
ما حرمت الفقيدة مننا ولكننا من حرمنا رياها، ومن كلماتها الحكيمة ومن أفعالها الرحيمة، فصبرنا الله وإياكم وعظم أجر المغاربة فيالمصاب.
فالوقت لا يرأف بحال أحد، تأخذنا الغفلة ونأمن له وإذا بأناس أحببناهم تحين ساعتهم قبلنا، لطالما كانت الفقيدة فينا حاضرة وإن كانت غائبة، ولكن قلوبنا نحن غابت مع جسدا طواه الثرى، رحمها الله وغفر لها وادخلھا الجنة.
فقد حزننا كثيرا لما أصابنا جميعا نحن المغاربة بوفاة سمو والدة جلالة الملك محمد السادس نصره الغالية، خفف الله على قلوبنا الأحزان. ورفع الله عنا برقع الأسى، ندعو للفقيدة بالخير وأن يرزقها الله خير الثواب.
فقد كان الخبر فاجعة لنا جميعا، وكانت المشمولة برحمة الله كالشمس أبية عصية وسط الهموم، وما كنتُ أَحسب قبل دفنھا في الثَرى أَنّ الكواكب في الترابِ تغور، ولكنها أحوال الدنيا؛ فإنها لأحدٍ لن تدوم، صبرنا الله في المحنة.