أكد البشير الدخيل، أحد مؤسسي جبهة البوليساريو العائدين إلى المغرب، أن معالجة نز-اع الصحراء لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال الحوار والسلام، بعيدًا عن منطق الحرب الذي لا يخدم أحدًا. وشدد الدخيل، على ضرورة تبني خطاب جديد يُعبّر عن الإرادة الحقيقية لسكان الأقاليم الجنوبية، بعيدًا عن خطاب السبعينات الذي تتبناه جبهة البوليساريو بدعم جزائري.
وأشار إلى أن المغرب، بقيادة الملك محمد السادس، دعا مرارًا إلى اعتماد منهج عقلاني وعلمي لحل هذا النز-اع، يرتكز على الشرعية التاريخية والإنجازات التنموية التي حققتها المملكة في المنطقة. كما أكد أن الساكنة المحلية هي الأجدر بنقل صوتها إلى العالم، مشيرًا إلى مشاركتها الفعالة في الانتخابات السياسية كدليل على ارتباطها بالوطن الأم.
وانتقد الدخيل تجاهل المؤسسات الأممية للأصوات الحقيقية للصحراويين، معتبرًا أن المحكمة الأوروبية وقعت في خطأ كبير بقبولها تمثيل البوليساريو للشعب الصحراوي، رغم أن أغلب قيادات الجبهة هم في الأصل مغاربة يخدمون أجندات خارجية لا تعكس إرادة الساكنة.
وأوضح الدخيل أن الدبلوماسية المغربية أصبحت أكثر قوة ونضجًا، مبرزة الدور المحوري للصحراويين العائدين من مخيمات تندوف في كشف حقيقة البوليساريو وتعزيز الطرح المغربي على الساحة الدولية. كما أشاد بالتغييرات الجذرية في مواقف العديد من الدول، خاصة في أمريكا اللاتينية وأوروبا، التي باتت تدعم مبادرة الحكم الذاتي كحل واقعي وعقلاني للنزاع.
وأكد الدخيل أن المرحلة الحالية تتطلب خطابًا دبلوماسيًا جديدًا يواكب التحولات الإيجابية، مشيرًا إلى أهمية تمكين أبناء الصحراء من لعب دور محوري في الدفاع عن مغربية الصحراء، بما يعزز الاستقرار والتنمية في المنطقة. وختم بالدعوة إلى ترسيخ مفهوم الأمة المغربية الجامعة، التي تحتضن كل مكوناتها وتؤمن بأن السلم والتنمية هما السبيل الوحيد لبناء مستقبل مشترك ومستقر.
تحرير:سلمى القندوسي؛صحفية متدربة