تواجه مدينة أكادير مشهداً مقلقاً يتكرر يومياً في شوارعها الرئيسية، حيث تزداد ظاهرة التشرد بشكل ملحوظ، لتشمل أطفالاً ومراهقين من كلا الجنسين. هذه الظاهرة التي تتجسد في أشخاص يفترشون الأرصفة أمام المطاعم والمقاهي، أصبحت تشوّه صورة المدينة، خاصة في المناطق السياحية والمرافق العامة التي شُيدت حديثاً في إطار التهيئة الحضرية.
الشارع أصبح مأوى لعدد كبير من المتشردين والمشردات، الذين يعانون من الجوع والتهميش، مع ما يترتب عن ذلك من مخاطر صحية واجتماعية. أطفالٌ ومراهقون ينامون في العراء، يعرضون أنفسهم لاستغلال قاسي، بما في ذلك الع-نف والتحرش والاعتداءات. المشهد لا يقتصر على الأماكن الشعبية، بل يمتد إلى الشوارع الرئيسية مثل شارع الحسن الثاني وساحة أيت سوس، بالقرب من الفنادق والمطاعم، ما يثير القلق لدى السكان والزوار على حد سواء.
السلطات المحلية، على الرغم من رصد هذه الظاهرة بشكل يومي، لم تتخذ إجراءات حاسمة لمعالجتها، ما يطرح تساؤلات عن مدى فعالية الخطط المقررة لمعالجة هذا الوضع المتفاقم. الانتشار الكبير للأطفال والمراهقين في الشوارع يجعلهم عرضة للمخاطر اليومية، ولا سيما استغلالهم من قبل شبكات التسول والان-حراف.
في ظل هذه الظروف، يطالب العديد من النشطاء والمنظمات الحقوقية بتدخل عاجل من السلطات، من أجل توفير ملاذات آمنة وإعادة تأهيل هؤلاء المتشردين، خاصة القاصرين منهم، عبر برامج إيواء ودعم نفسي. إغاثة هؤلاء الأشخاص وإعادة دمجهم في المجتمع ليس خياراً بل ضرورة، في مدينة تستعد لاستضافة أحداث رياضية هامة على الصعيدين القاري والدولي.
تحرير:سلمى القندوسي؛صحفية متدربة