ترامب يعود إلى البيت الأبيض: هل يشهد العالم انقلابًا في موازين القوة؟

7 مارس 2025آخر تحديث :
ترامب يعود إلى البيت الأبيض: هل يشهد العالم انقلابًا في موازين القوة؟

 

مع عودة دونالد ترامب إلى الرئاسة، يدخل العالم مرحلة جديدة من التحولات السياسية والتوترات الدولية، حيث يعتمد على نهج حاد وصارم يشبه استراتيجيات رجال الأعمال في نيويورك: ضغوط مكثفة، ضربات سياسية قاسية، ثم فرض صفقة لا يمكن رفضها. هذه المقاربة غير التقليدية قد تعيد رسم النظام العالمي، وتفرض تحديات غير مسبوقة على الحلفاء والخصوم على حد سواء.

 

سياسة الصفقات القاسية: هل يخضع العالم لمعادلات ترامب؟

 

منذ ولايته الأولى، رسّخ ترامب أسلوبه الفريد في السياسة الخارجية، حيث يستخدم القوة الاقتصادية والضغط السياسي لإجبار الدول على تقديم تنازلات. المحلل السياسي موفق حرب يصف استراتيجيته بعبارة واضحة: “ترامب يحصل على الصفقة التي يريدها، ثم يوجه صفعة”. هذه الفلسفة، التي تبدو أقرب إلى عقلية رجال الأعمال، تعني أن واشنطن تحت قيادته لا تلتزم بالعلاقات طويلة الأمد بقدر ما تسعى وراء أقصى المكاسب.

 

قضية فلسطين وأوكرانيا: حسابات المصالح قبل المبادئ

 

في الشرق الأوسط، أثارت سياسات ترامب موجة من الغضب، خاصة مع طرحه خطة تهجير قسري لسكان غزة تحت غطاء إعادة إعمار القطاع. هذه الرؤية فجّرت ردود فعل دولية غاضبة، معتبرة أنها تمثل تصعيدًا خطيرًا في الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي.

أما في أوكرانيا، فقد صدم ترامب حلفاءه الأوروبيين بموقفه المتساهل تجاه روسيا، مقترحًا تقليص الدعم لكييف بل والتفاوض على التنازل عن بعض أراضيها. هذا الطرح، الذي يتناقض مع سياسات الإدارات الأميركية السابقة، عزز مخاوف القادة الأوروبيين من أن واشنطن قد تتخلى عنهم في مواجهة موسكو.

 

أميركا بلا حلفاء؟ ترامب يُعيد رسم خريطة التحالفات الدولية

 

منذ حملته الانتخابية، لم يُخفِ ترامب امتعاضه من علاقات بلاده التقليدية مع أوروبا، معتبرًا أن القارة العجوز تستغل الولايات المتحدة. ووفقًا لموفق حرب، فإن “ترامب يريد إحراج أوروبا منذ اليوم الأول”، حيث يرى أن مشاكل القارة، بما في ذلك الصراع مع روسيا، يجب أن تُحل بدون تدخل أميركي مباشر.

هذا التوجه يعكس قناعة ترامب بأن “أميركا لا تحتاج إلى حلفاء لتبقى القوة العظمى في العالم”، وهو ما قد يؤدي إلى تفكك التحالفات التقليدية ويضع الولايات المتحدة في منافسة مفتوحة مع الصين وروسيا، دون أي التزامات أمنية مكلفة تجاه أوروبا أو غيرها.

 

من القوة الناعمة إلى النفوذ الصلب: هل يشهد العالم تحولًا جذريًا؟

 

منذ الحرب العالمية الثانية، اعتمدت واشنطن على القوة الناعمة والدبلوماسية في ترسيخ نفوذها العالمي. لكن ترامب يرى أن هذه الأدوات لم تعد فعالة، مؤكدًا أن الهيمنة الأميركية لا تتحقق إلا بالقوة الاقتصادية والعسكرية.

وفقًا لموفق حرب، فإن “ترامب لا يؤمن بالقوة الناعمة، بل يرى أن النفوذ لا يتحقق إلا عبر استعراض القوة والتفاوض من موقع قوة”، وهو ما قد يُفضي إلى نظام عالمي جديد أكثر قومية وأقل تعاونًا، حيث تسعى كل دولة لتحقيق مصالحها دون الاكتراث بالتوازنات الدولية التقليدية.

 

نحو عالم متعدد الأقطاب؟ هل يتراجع النفوذ الأميركي؟

 

بينما يسعى ترامب لإعادة تشكيل النظام الدولي وفقًا لمبدأ “أميركا أولًا”، يبرز تساؤل جوهري: هل ستظل الولايات المتحدة القوة العظمى المطلقة؟ أم أن سياساته ستُسرّع من صعود قوى أخرى مثل الصين وروسيا، مما يؤدي إلى عالم متعدد الأقطاب؟

ما يبدو واضحًا هو أن العالم في ظل ترامب لن يكون كما كان، بل سيتجه نحو مرحلة من التوترات والمواجهات الدبلوماسية غير المسبوقة، حيث تختفي المجاملات السياسية لتحل محلها حسابات المصالح المطلقة. ولكن يبقى السؤال: هل سيقود هذا النهج أميركا نحو مزيد من الهيمنة؟ أم أنه بداية أفول العصر الأميركي؟

 

تحرير:سلمى القندوسي

اترك رد

الاخبار العاجلة