عودة المغاربة المحتجزين في الجزائر: خطوة جديدة نحو الانفراج وسط معاناة المهاجرين

7 مارس 2025آخر تحديث :
عودة المغاربة المحتجزين في الجزائر: خطوة جديدة نحو الانفراج وسط معاناة المهاجرين

 

أفرجت السلطات الجزائرية أمس الخميس 6 مارس 2025 عن دفعة جديدة من الشباب المغاربة الذين كانوا محتجزين على أراضيها، إثر محاولتهم الهجرة غير النظامية نحو أوروبا. عملية التسليم جرت عبر المركز الحدودي “جوج بغال” بوجدة، حيث استقبلت السلطات المغربية 32 شابًا، بينهم شابتان، بعد فترة احتجاز امتدت لعدة أشهر، فيما استُثني أربعة آخرون بسبب عدم سداد الغرامات المفروضة عليهم رغم انتهاء مدة سجنهم.

 

شباب بين الاحتجاز والانتظار

 

ينحدر الشباب المفرج عنهم من مدن مغربية مختلفة، منها فاس، وجدة، تازة، تاونات، الدريوش، الدار البيضاء، توسيت، الناظور، زايو، بنسليمان، وعين الشعير بإقليم فكيك، إضافة إلى جرف الملحة. بعضهم ظل قيد الحجز الإداري لأكثر من نصف عام رغم انتهاء فترة عقوبته، ما يسلط الضوء على التعقيدات الإدارية التي تعرقل عمليات الترحيل.

من جهتها، أكدت الجمعية المغربية لمساعدة المهاجرين في وضعية صعبة أنها تتابع عن كثب قضايا المغاربة المحتجزين والمفقودين عبر مسارات الهجرة المختلفة في الجزائر وتونس وليبيا، حيث يتجاوز عدد الملفات قيد المعالجة 520 حالة، تشمل سجناء، محتجزين، ومفقودين.

 

عقبات قانونية ومعاناة إنسانية

 

رغم أن هذه الدفعة تمثل خطوة إيجابية، إلا أن الجمعية كشفت عن استمرار العراقيل أمام الإفراج عن باقي المحتجزين، مشيرة إلى أن “المئات من الشباب ما زالوا رهن الحجز الإداري بانتظار الترحيل، الذي تصطدم إجراءاته بصعوبات تقنية وإدارية”. كما سلطت الضوء على الوضع المأساوي لستة مغاربة قضوا خلال رحلة الهجرة، بينهم فتاتان من المنطقة الشرقية، حيث لا تزال أسرهم تنتظر تسلم جثامينهم.

 

تحركات حقوقية دولية لكشف المصير

 

في سعيها لحلحلة هذا الملف، تواصل الجمعية طرح قضية المحتجزين والمفقودين في المحافل الدولية، وآخرها المؤتمر الدولي للمفقودين والاختفاء القسري في جنيف خلال يناير الماضي. كما أكدت التزامها بمرافقة العائلات في رحلة البحث عن ذويهم، والترافع قانونيًا ضد شبكات الاتجار بالبشر التي تستغل أوضاع المهاجرين، مشددة على أنها لن تتوانى في “فضح المافيات المتاجرة بمآسي العائلات واتخاذ الإجراءات القانونية ضدها”.

 

أمل في العودة والكشف عن المفقودين

 

مع كل خطوة نحو الإفراج عن المحتجزين، يبقى الأمل معلقًا على مواصلة الجهود للكشف عن مصير جميع المفقودين، وإعادة الشباب العالقين إلى ذويهم، وإغلاق هذا الملف الذي بات يؤرق العديد من الأسر المغربية. فهل ستشهد الأيام القادمة مزيدًا من الانفراج في هذه القضية الإنسانية الشائكة؟

 

تحرير:سلمى القندوسي

اترك رد

الاخبار العاجلة