تكلفة بيئية واقتصادية فادحة: دراسة تكشف أضرار الصيد بشباك الجر في قاع البحر في أوروبا”
تحرير:سلمى القندوسي
توصلت دراسة جديدة نُشرت يومه الثلاثاء 25 مارس 2025 إلى أن الصيد بشباك الجر في قاع البحر، وهو أسلوب صيد مثير للجدل بسبب آثاره البيئية المدمرة، يفرض عبئًا اقتصاديًا ثقيلًا على أوروبا يصل إلى 11 مليار يورو سنويًا. وهذا النوع من الصيد، الذي يعتمد على سحب شباك ضخمة على طول قاع البحر، يعرض البيئة البحرية لخطر التدمير بينما يؤثر بشكل مباشر على الاقتصاد.
أجرى فريق من الباحثين دراسة شاملة لتقييم التكاليف والعوائد المرتبطة بهذه الممارسة في المياه الأوروبية، حيث تم أخذ الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي السبع والعشرين بالإضافة إلى أيسلندا والنرويج والمملكة المتحدة في الاعتبار. وبحسب نتائج الدراسة، فإن هذه الممارسة تترك آثارًا سلبية على المستوى البيئي والاقتصادي، مع تأثيرات تشمل تكلفة الصيد العرضي للأسماك المهددة بالانقراض، الانبعاثات الكربونية الناتجة عن الوقود المستخدم، فضلاً عن تدمير الأنظمة البيئية البحرية.
من خلال هذه الدراسة، تم التأكيد على أن الممارسات الحالية للصيد بشباك الجر في قاع البحر تكبد الاتحاد الأوروبي خسائر مالية هائلة، حيث تقدر الخسائر الصافية بين 355 مليون دولار و11.61 مليار دولار خلال الفترة الممتدة بين 2016 و2021. ووفقًا لإنريك سالا، أحد معدي الدراسة، فإن هذه الممارسة لا تمثل فشلًا بيئيًا فحسب، بل أيضًا فشلًا اقتصاديًا حادًا، مشيرًا إلى أن وقف استخدام شباك الجر في قاع البحر يمكن أن يُترجم إلى فوائد اقتصادية كبيرة.
وبينما يخطط الاتحاد الأوروبي لتطبيق حظر تدريجي للصيد بهذه الطريقة في المناطق البحرية المحمية بحلول عام 2030، فإن المنظمات البيئية غير الحكومية تدعو إلى فرض حظر شامل وفوري لهذا النوع من الصيد. هذه الخطوة قد تساهم في حماية التنوع البيولوجي البحري وتحقيق فوائد ملموسة للبيئة والمناخ، فضلاً عن تحسين قطاع صيد الأسماك نفسه.
