غسان قصاب.. رجل القرارات المدروسة في زمن الإصلاح الإداري

28 مارس 2025آخر تحديث :
{"data":{"pictureId":"a1855a34e98042079833c64ee8332e15","appversion":"4.5.0","stickerId":"","filterId":"","infoStickerId":"","imageEffectId":"","playId":"","activityName":"","os":"android","product":"lv","exportType":"image_export","editType":"image_edit","alias":""},"source_type":"vicut","tiktok_developers_3p_anchor_params":"{"source_type":"vicut","client_key":"aw889s25wozf8s7e","picture_template_id":"","capability_name":"retouch_edit_tool"}"}

 

في عالم السياسة والإدارة، قلما تجد شخصيات تبقى بعيدة عن الأضواء بينما تسهم بشكل فعال في صياغة مستقبل مؤسسات الدولة. غسان قصاب هو واحد من هؤلاء الرجال، الذين يقفون خلف الكواليس بصمت، ولكن تأثيرهم لا يُخطئه أحد. على رأس مديرية الولاة في وزارة الداخلية، أصبح قصاب أحد الأسماء البارزة التي تُشكل اليوم نموذجًا للقيادة المتوازنة والمبنية على الكفاءة، وهو ما يعكس من خلاله التزامه العميق بالحوكمة الرشيدة.

 

غسان قصاب هو الرجل الذي يضرب موعدًا مع التغيير، ولا يتوانى في اتخاذ القرارات المدروسة التي تدفع بالإدارة المغربية إلى مستوى أعلى من الأداء والفعالية. في الوقت الذي يتطلب فيه المشهد الإداري الحالي مزيدًا من الحكمة والقدرة على التفاعل مع المتغيرات، كان قصاب هو العقل المدبر وراء إصلاحات كبيرة على مستوى التعيينات والترقيات في وزارة الداخلية. فبفضل لجنة 360، التي ترأسها، أعاد قصاب ترتيب هيكل السلطة، متبنيًا منهجًا دقيقًا يعتمد على الجدارة والكفاءة بدلاً من أي اعتبارات أخرى قد تضعف من قوة الجهاز الإداري.

 

لا تقتصر إنجازات قصاب على تغيير المناصب فحسب، بل تتجاوز ذلك إلى إعادة تعريف معايير الأداء والتزام رجال السلطة بتطوير قدراتهم القيادية. أصبح اختيار رجال السلطة يتطلب مهارات استثنائية وكفاءة عالية، بحيث يكون الاستحقاق هو العامل الحاسم في عملية الترقية والتعيين.

 

عندما نتحدث عن إصلاحات قصاب، نتحدث عن نقلة نوعية في طريقة إدارة الوزارة. إنه الرجل الذي أعاد النظر في كل تفاصيل النظام الإداري، ليضمن أن تكون الوزارة قادرة على مواكبة التحديات المحلية والإقليمية المتسارعة. فخلال إشرافه على عمليات التقييم والمقابلات، تأكد من أن كل مسؤول يتناسب مع المتطلبات الحديثة لمهام الدولة، حيث أصبحت المناصب تُشغل وفق معايير موضوعية تهدف إلى تطوير الأداء والرفع من جودة العمل الحكومي.

 

وفي زيارته الميدانية لأقاليم المغرب، ومنها كلميم، أظهر غسان قصاب حرصه الكبير على التفاعل مع رجال السلطة على الأرض. تلك الزيارات كانت بمثابة فرصة لتبادل الرؤى والتأكد من أن الإجراءات المتخذة كانت تلامس الواقع وتلبي احتياجات المواطنين.

 

قد يكون ما يميز غسان قصاب عن غيره من المسؤولين هو تواضعه وحبه للعمل خلف الكواليس. في وقت يتسابق فيه كثير من الشخصيات للحصول على الأضواء، يظل قصاب بعيدًا عن وسائل الإعلام، يفضّل أن يظهر إنجازاته عبر الأعمال، وليس التصريحات الإعلامية. هو الرجل الذي يترك بصماته في كل خطوة، دون أن يصر على أن يتصدر العناوين الرئيسية. هذه الهدوء والإصرار على العمل بدلاً من الشهرة، منحاه احترامًا عميقًا داخل دوائر السلطة.

 

إنه الرمز الفعلي للقيادة الحكيمة التي تؤمن بالنتائج أكثر من الأضواء، ويثبت من خلال كل قرار يتخذه أن الشخص المسؤول لا يحتاج إلى الأضواء ليكون ذا تأثير كبير. فبقراراته المدروسة بعناية، استطاع أن يحقق التوازن بين ضرورة الإصلاح والالتزام بمعايير الكفاءة.

 

بين التحولات الكبيرة التي يشهدها المغرب، يأتي غسان قصاب ليُثبت أن الإصلاحات الكبرى لا تأتي دائمًا عبر الضجيج الإعلامي، بل عبر القرارات الدقيقة التي تركز على الجوهر وليس المظاهر. على الرغم من كونه بعيدًا عن الأضواء، فإن قصاب قد صنع من وراء الكواليس تحولات عميقة في وزارة الداخلية، وجعل من الكفاءة معيارًا رئيسيًا في اختيار القادة الإداريين. في زمن التغيير، يبقى غسان قصاب مثالاً للرجل الذي وضع بصمته في إصلاح الإدارة الترابية، مبتكرًا طرقًا جديدة للقيادة تتجاوز كل ما هو تقليدي.

اترك رد

الاخبار العاجلة