في أجواء مفعمة بالنفحات الروحية والتجليات الربانية، أحيت الطريقة القادرية الرازقية ليلة القدر المباركة، حيث اجتمع مريدو الطريقة من مختلف أنحاء الوطن وخارجه في رحاب الزاوية القادرية الرازقية ببوسكورة، لإحياء هذه الليلة العظيمة التي تعد من أقدس الليالي في الإسلام.
تميزت هذه المناسبة المباركة بتلاوة القرآن الكريم، والذكر، والأمداح النبوية، وسط أجواء روحانية زادت من عمق الارتباط القلبي بين المريدين وشيخ الطريقة. ويؤكد القائمون على الطريقة أن هذا الإحياء يأتي استمرارًا لنهجها في التمسك بالذكر والتلاوة، واستلهام البركات من هذه الليلة التي وصفها الله تعالى في كتابه الكريم بقوله:
﴿ تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ ﴾ [القدر: 4-5].
ورغم ظروف المرض، حرص شيخ الطريقة، مولاي رزقي كمال الشرقاوي القادري، على المشاركة في هذا المجلس المبارك، مجسدًا بذلك قيم التفاني في تربية السالكين، والسير على خطى العارفين بالله الذين يواصلون نشر النور والهداية رغم المحن.
وقد شهدت الطريقة خلال هذه المناسبة ختم خمسين سلكة من القرآن الكريم، تمتد من ليلة النصف من شعبان إلى ليلة القدر، حيث تم إهداؤها للجناب المحمدي، تقربًا إلى الله برفع الدرجات، وإعلاء المقامات، والدعاء بحفظ البلاد والعباد، وعلى رأسهم مولانا أمير المؤمنين، نصره الله وأيده.
وفي ختام المجلس، رفع الحاضرون أكف الضراعة، سائلين الله أن يحفظ شيخهم المربي، ويمده بالصحة والعافية، وأن يجعل هذه الختمات في ميزان القبول، نورًا للقلوب، وسرًا متصلًا بالرحمة الإلهية.
