‘الهيبنوقراطية’ و هلاوس الذكاء الاصطناعي.

17 أبريل 2025Last Update :
‘الهيبنوقراطية’ و هلاوس الذكاء الاصطناعي.

تحــريـــر: سلمى القندوسي

 صدر ، مع بداية شهر دجنبر الماضي، في إيطاليا، كتاب مثير للجدل بعنوان (الهيبنوقراطية: ترامب، ماسك و هندسة الواقع)، من تأليف شخص مجهول يُدعى ‘جيانوي شون’ من هونغ كونغ. لم يُعرف عنه شيء من قبل، لكن بعد صدور الكتاب، بدأت الصحافة العالمية في البحث عنه، خاصة بعد أن أثار عمله اهتمام المفكرين في أوروبا.

مصطلح ‘الهيبنوقراطية’ يعني حرفياً “حكم التنويم المغناطيسي”، و يشير إلى فكرة أن وسائل الإعلام و التكنولوجيا الحديثة ،و خاصة الذكاء الاصطناعي، قد أصبحت قادرة على التحكم في وعينا الجماعي، و تشكيل طريقة فهمنا للواقع. على الغلاف الخلفي للكتاب، يُعرّف شون بأنه فيلسوف متخصص في الإعلام و فلسفة العقل، و يركّز في أبحاثه على تأثير التكنولوجيا الرقمية على إدراك الذات.

الكتاب يطرح تساؤلات عميقة حول الطريقة التي قد تساهم بها الخوارزميات، و منصات التواصل، و حتى أدوات الذكاء الاصطناعي، في خلق واقع بديل مبني على الإقناع لا الحقيقة. في هذا السياق، يتقاطع موضوع الكتاب مع ما يُعرف اليوم بـ’هلاوس الذكاء الاصطناعي’، و هي ظاهرة تظهر عندما يقدم الذكاء الاصطناعي معلومات غير دقيقة أو مختلقة تبدو حقيقية.

و لمواجهة هذه الظاهرة، يُشير الخبراء إلى أن الحل لا يكمن فقط في تحسين التقنية، بل في تعزيز الوعي البشري أيضًا. من جهة، يمكن تطوير نماذج الذكاء الاصطناعي لتُدرّب على بيانات أدق، و ربطها بمصادر موثوقة، و تزويدها بأدوات تحقق من الحقائق. و من جهة أخرى، يجب نشر ثقافة التحقق و التفكير النقدي لدى المستخدمين، حتى لا يقعوا ضحية للمعلومات المزيفة أو ‘الهلاوس الرقمية’.

كما يدعو بعض المختصين إلى ضرورة وضع قوانين و أطر أخلاقية واضحة لتنظيم استخدام الذكاء الاصطناعي، خاصة في المجالات التي تمس الرأي العام، كالإعلام و السياسة و التعليم.

في النهاية، ‘الهيبنوقراطية’ ليس مجرد كتاب، بل ناقوس خطر يلفت الانتباه إلى واقع جديد، أصبح فيه من السهل هندسة الحقيقة و تنويم العقول.

اترك رد

Breaking News