عاشَت المدرسة الابتدائية إعواذن بمدينة الناظور،يوم الأربعاء 23 أبريل 2025، اعـ.ـتداءً لفظيًا شنيعًا، تعرّض له الأستاذ (م.ل) من طرف أم أحد التلاميذ، حيث اقتحمت هذه الأخيرة المؤسسة التعليمية بشكل مفاجئ، وشرعت في سـ.ـبّ الأستاذ وشتـ.ـمه أمام أنظار التلاميذ والتلميذات والأطر التربوية الحاضرة، وهو ما خلّف حالة من الذهول والاستياء داخل أوساط المؤسسة التربوية، التي أصبحت تعيش على وقع تصاعد غير مسبوق لحالات العنـ.ـف و الاعـ.ـتداء.
هذه الحادثة لم تكن سوى حلقة إضافية ضمن سلسلة من الاعتـ.ـداءات المتكررة، التي باتت تطال نساء و رجال التعليم في مختلف المناطق، بدءًا بما تعرّضت له أستاذة بمدينة أرفود، مرورًا بمدير مؤسسة في الشماعية، وصولًا إلى الشرارة التي أطلقت موجة من الغضب الجماعي خلال “إضراب الكرامة” الذي خاضته الشغيلة التعليمية يوم السادس عشر من أبريل، حيث عبّر نساء ورجال التعليم عن رفضهم المطلق لتحوّل المدرسة العمومية إلى ساحة مستباحة لانتـ.ـهاك الكرامة و السكينة، دون أن يقابل ذلك بأي تحرّك حاسم من الجهات الوصية أو الأمنية.
و في هذا السياق، عبّر الفرع المحلي للنقابة الوطنية للتعليم بالناظور، العضو في الفيدرالية الديمقراطية للشغل، عن تضامنه المطلق و اللامشروط مع الأستاذ المعتدى عليه، كما أدان بشدة هذا السلوك الهمجي الذي يتنافى مع كل القيم التربوية والأخلاقية، مؤكدًا وقوفه إلى جانب الأستاذ في كل الخطوات التي يعتزم اتخاذها، دفاعًا عن حقه في الكرامة والاحترام والاعتبار.
كما وجّه المكتب النقابي دعوة صريحة للمديرية الإقليمية والسلطات المحلية من أجل التدخل العاجل، ومواكبة الأستاذ المتضرر، و توفير كل أشكال الدعم النفسي و المؤسساتي، لضمان إنصافه الكامل. كما دعا كافة نساء ورجال التعليم إلى التعبئة الواسعة، و المشاركة المكثفة في الوقفة الاحتجاجية التي يُعتزم تنظيمها يوم غد السبت 26 أبريل 2025، على الساعة الواحدة زوالاً، أمام مدرسة إعواذن، كتعبير حضاري ورسالة قوية تؤكّد أن كرامة المدرّس خط أحمر لا يقبل المساومة أو التجاهل.
إنّ ما وقع في مدرسة إعواذن يعكس وضعًا خطيرًا لا يمكن السكوت عنه، ويجعل من واجب الجميع، من مسؤولين وشركاء ومجتمع مدني، التحرك الفوري لحماية المدرسة العمومية من موجات العنف والانحدار. فالأمر لم يعُد يحتمل الانتظار أو التسويف، في ظل تزايد الاعتداءات، وتراجع هيبة المؤسسة التعليمية يومًا بعد يوم.