بقلم : رشيد بلبوخ
يُعد المنتدى الاقتصادي من أبرز الأحداث الفكرية والاقتصادية على الصعيدين الدولي والمحلي، وهو ليس مجرد تظاهرة تجمع الفاعلين الاقتصاديين، بل هو فضاء استراتيجي مفتوح للحوار وتبادل الآراء والخبرات بين صناع القرار، ورجال الأعمال، والخبراء، وممثلي المجتمع المدني، من أجل استشراف التحديات الراهنة، ورسم ملامح مستقبل تنموي واعد.
كما هو معروف دوليًا، وعلى غرار “منتدى دافوس” العالمي، يشكل المنتدى الاقتصادي منصة حيوية تجمع قادة الدول، ورجال الأعمال، وصانعي السياسات، وخبراء الاقتصاد، لمناقشة القضايا الاقتصادية والاجتماعية والسياسية الأكثر إلحاحًا في العالم.
من خلال هذه اللقاءات، يتم تبادل الرؤى حول ملفات حيوية مثل التغير المناخي، الأمن الغذائي، التحولات الرقمية، والعدالة الاجتماعية، ما يساهم في بناء جسور التعاون وتشكيل مبادرات جماعية لمواجهة الأزمات وتحفيز النمو العالمي.
في السياق المحلي والجهوي، يكتسي تنظيم المنتديات الاقتصادية أهمية قصوى، إذ يتحول إلى أداة فعالة لتعزيز الجاذبية الإقليمية وتحفيز النسيج الاقتصادي والمقاولاتي المحلي.
كما تتيح هذه المنتديات فرصًا ثمينة لتعزيز الحوار المفتوح بين الفاعلين الترابيين، وتحديد روافع التنمية، عبر استعراض المشاريع الكبرى، وتحليل السياسات العمومية الترابية، وربط الاتصال بين الشباب ورواد الأعمال والمستثمرين.
فيما يلي أبرز الدوافع والأهداف التي تجعل من تنظيم المنتدى الاقتصادي ضرورة استراتيجية:
- تسهيل الحوار وبناء الثقة: يخلق المنتدى فضاء محايدًا وآمنًا لتبادل الأفكار، ومقارنة التجارب، وبناء شراكات فعالة.
- استشراف التحديات والفرص: يساهم في تحليل التوجهات الاقتصادية الناشئة، وتوقع الأزمات المحتملة، ورصد فرص الاستثمار والنمو.
- التأثير في السياسات العمومية: تؤدي خلاصات وتوصيات المنتديات في كثير من الأحيان إلى التأثير في القرارات الرسمية، سواء محليًا أو وطنيًا.
- دعم التنمية المستدامة: تخصص المنتديات الاقتصادية حيزًا مهمًا لمناقشة قضايا البيئة، والتحول الطاقي، وتقليص الفوارق المجالية والاجتماعية.
- تحفيز القدرة التنافسية: من خلال دعم الابتكار، وتمويل المشاريع، وتشجيع التعاون بين الفاعلين الاقتصاديين.
- ربط سوق الشغل بالمقاولة: بعض المنتديات تولي اهتمامًا خاصًا للتشغيل من خلال منصات تواصل بين أرباب العمل والباحثين عن فرص.
يجدر التذكير بأن المنتدى الاقتصادي العالمي (WEF) هو منظمة دولية مستقلة غير ربحية، تُعنى بتقوية الشراكة بين القطاعين العام والخاص، وتوفر أرضية عالمية لتعزيز التفاهم والثقة بين مختلف الفاعلين، عبر مبادرات نوعية ومبتكرة تدفع نحو التقدم والتوازن بين النمو والعدالة.
إن عقد منتدى اقتصادي، سواء على مستوى دولي أو جهوي، لم يعد ترفًا فكريًا أو تظاهرة مناسباتية، بل أصبح ركيزة أساسية للتنمية الذكية والمستدامة. فالمعرفة التشاركية، والقرارات الجماعية، والشراكات المتعددة الأطراف، هي أدوات المستقبل، ومنصات مثل المنتدى الاقتصادي تمثل تجسيدًا ملموسًا لهذه الأدوات..