ميلودة جامعي
من قلب جماعة حربيل تامنصورت، إحدى أكثر المناطق نمواً من حيث الكثافة السكانية في ضواحي مراكش، ترتفع الأصوات الشعبية مجددًا لتطرح تساؤلات عميقة على البرلماني عن دائرة حربيل تامنصورت ورئيس الجماعة السابق إسماعيل البرهومي، حول غيابه المزمن عن معالجة ملفات حساسة تؤرق الساكنة منذ سنوات.
فالسيد اسماعيل البرهومي، الذي تقلد منصب رئيس جماعة حربيل لولايتين متتاليتين، ويشغل حاليًا مقعدًا برلمانيًا للولايتين متثاليتين، ما يزال محلّ انتقاد واسع من قبل الساكنة وجمعيات المجتمع المدني، الذين يتساءلون: “بمَ أفادنا تمثيلكم، وأنتم لم تترافعوا يومًا عن وعود لم تُنفذ؟”
تُجمع الساكنة على أن أبرز أوجه التدهور تظهر في قطاعي الصحة والتعليم. فالمستشفى المحلي، التابع للمستشفى الجامعي، لا يضم سوى 75 سريرًا، وهو عدد لا يرقى لتغطية حاجيات عشرات الآلاف من المواطنين، وسط خصاص كبير في الأطر الطبية والتجهيزات.
أما التعليم، فالمأساة تتجلى في وضعية أطفال دوار أولاد سعيد الرحماني، الذين لا يزالون يتلقون التعليم الأولي في فضاءات تنتمي إلى قبيلة “لمنابهة”، في مشهد يُلخص الفجوة الكبيرة بين الشعارات السياسية والواقع.
السؤال الأبرز الذي يطرحه المجتمع المدني اليوم هو: ما مصير تسوية الأراضي السلالية بجماعة حربيل تامنصورت؟
الملف الذي من المفترض أن يُشكل خطوة تاريخية نحو التمكين العقاري للسكان، ما زال عالقًا رغم كل الوعود. ويتساءل المواطنون باستغراب:
“أليس المستفيد الأول من هذه التسوية هو المواطن البسيط، ذوي الحقوق؟ فلماذا تأخرت؟ ومن يعطلها؟”
الساحة السياسية بجماعة حربيل تامنصورت تعد تخلو من صراعات شخصية وتكتيكات انتخابية، يتهم فيها البرهومي بالدخول في مساومات حزبية واتجاهات تصعيدية نحو المعارضة دون أن يظهر أي أثر ملموس على الأرض لمصلحة الساكنة.
ويقول الفعلون الجمعويون في المنطقة:
“لقد مللنا سياسة الحروب والخصومات مع الرئيس السابق… نريد فقط من يتحدث بلغة التنمية.”
في ظل هذا الواقع، لم يعد المواطن في حربيل تامنصورت يكتفي بالمشاهدة الصامتة. فصوته بدأ يعلو في الاجتماعات، وفي عرائض الاحتجاج، وفي أسئلة واضحة:
أين أنتم من قضايانا؟ لماذا لا نراكم إلا في الحملات الانتخابية؟ متى تتحول الوعود إلى مشاريع؟
أسئلة ثقيلة لا تنتظر إلا جوابًا واحدًا:
أفعال على الأرض… لا تصريحات في الهواء.