عماد شحتان
في واحدة من أكثر الليالي الفنية جماهيرية خلال النسخة الحالية من مهرجان موازين.. إيقاعات العالم، بصم عندليب الأغنية الشعبية المغربية عبد الله الداودي على مشاركة استثنائية، أحيا خلالها حفلاً ضخماً على منصة سلا أمام جمهور غفير فاق عدده 280 ألف متفرج، في رقم قياسي جديد يؤكد الشعبية الجارفة التي يحظى بها هذا الفنان بين عشاق الأغنية الشعبية المغربية.
السهرة التي أقيمت ليلة السبت، تحوّلت إلى ملحمة فنية أطرب خلالها الداودي الحضور بسلسلة من أشهر أغانيه التي رددها معه الجمهور عن ظهر قلب، من بينها “باغي ننساها”، “مولاي عبد الله”، “مازال صابر على هبالها”، “ياك جاني تلفون” وغيرها من الروائع التي شكّلت مسيرة فنية طويلة ومحبوبة.
تميز الحفل أيضا بحضور تنظيمي وفني احترافي، حيث ظهر الداودي إلى جانب فريق عمله المتكوّن من مدير أعماله عبد اللطيف كفكاف، إلى جانب الفرقة الموسيقية والتقنيين، وكلهم بلباس مغربي موحد، في خطوة تعكس هوية فنية متكاملة وروح احترافية قلّ نظيرها على منصات المهرجانات. هذه المبادرة نالت استحسان المتابعين، وتُعد نموذجاً راقياً يُحتذى به من طرف باقي الفرق الشعبية المغربية.
واختيار إدارة مهرجان موازين لعبد الله الداودي لتأثيث هذه السهرة، التي تُعد من أبرز لحظات المهرجان قبل إسدال الستار عليه، لم يكن اعتباطياً، بل جاء تتويجاً لمسيرته الغنية، ومكانته الكبيرة في الساحة الفنية، خاصة لدى جمهور الأغنية الشعبية، الذي لا يزال يواصل دعمه لهذا النجم الذي جمع بين البساطة، الأداء المميز، والحضور القوي فوق الخشبة.
بهذا الحفل، يكون عبد الله الداودي قد وقّع على واحدة من أنجح سهرات مهرجان موازين 2025، مؤكداً من جديد أن الأغنية الشعبية المغربية، حين تجد فناناً مخلصاً لها، قادرة على تحطيم كل الأرقام وجمع القلوب حولها.