توفيق مباشر
تعتبر التنمية المحلية إحدى الركائز الأساسية لتحقيق التقدم والازدهار في أي جماعة أو منطقة. فقد أثبتت جماعة مليلة، رغم ما تعانيه من شح المداخيل والميزانية، أن الإرادة السياسية والإدارة الحكيمة يمكن أن تؤدي إلى تحقيق مشاريع تنموية ذات أثر إيجابي على حياة المواطنين. يبرز ذلك من خلال الشراكات التي يسهر عليها المجلس الحالي، والتي تهدف إلى تعزيز البنية التحتية وتحسين الخدمات المقدمة للسكان.
من بين المشاريع التي تم الشروع في تنفيذها، مشروع توسيع شبكة الكهرباء بمبلغ 370 مليون سنتيم، والذي يعكس الجهود المبذولة لتلبية احتياجات السكان من الطاقة الكهربائية. يعد هذا المشروع في طور الإنجاز، لكنه يعبر عن رؤية واضحة لضرورة تحسين نوعية الحياة اليومية للمواطنين، وتوفير بيئة ملائمة لتطور الأنشطة الاقتصادية والاجتماعية في المنطقة.
علاوة على ذلك، يتم العمل على إنجاز مشروع سقايات عمومية بتكلفة مالية قدرها 200 مليون سنتيم، والذي سيتم تنفيذه على شطرين. يمثل هذا المشروع خطوة مهمة نحو تحسين جودة المياه المتاحة للسكان، مما يسهم في تعزيز الصحة العامة والرفاهية. يُنتظر أن يبدأ الشطر الثالث من هذا المشروع بعد الانتهاء من الدراسات المطلوبة من طرف SRM، مما يدل على التزام المجلس بإجراء التحليلات اللازمة لضمان تنفيذ المشروع بكفاءة وفعالية.
في سياق متصل، جرى تخصيص مبلغ 30 مليون درهم لمشروع التطهير السائل بمركز جماعة مليلة، والذي يعد ضرورياً للحفاظ على البيئة والحد من التلوث. هذا المشروع سيكون له تأثير ملموس على صحة المواطنين والمظهر العام للجماعة مايلة، حيث يسعى إلى تحسين نظام الصرف الصحي وتوفير حلول بيئية مستدامة.
يشمل برنامج التنمية أيضاً إعادة بناء المحلات التجارية بمركز جماعة مليلة، وبناء سدعين القصب، وتهيئة المسالك القروية بتقنية bi-couche. هذه المشاريع ستعزز من الحركة التجارية بالمنطقة، وستسهل التنقل والترابط بين مختلف الجهات. علاوة على ذلك، تعمل هذه المشاريع على تقوية البنية التحتية الضرورية لتشجيع الاستثمارات وجذب الزوار والسياح.
أخيراً، تكتسب مشاريع تهيئة الطريق الوطنية رقم 3336 أهمية خاصة في ربط جماعة مليلة بمناطق أخرى، ما يسهم في تقوية الروابط الاقتصادية والاجتماعية. هذا التحسن في شبكة الطرق سيزيد من قدرة الجماعة مليلة على الانفتاح على مزيد من الفرص الاقتصادية ويدعم جهود التنمية المستدامة.
يمكن القول إن المجلس الحالي لجماعة مليلة، رغم التحديات المالية التي يواجهها، يثبت جدارته وكفاءته من خلال تركيزه على التنمية المستدامة والشراكات الفعالة. إن المشاريع المنفذة لا تعكس فقط رغبة المجلس في تحسين ظروف العيش للمواطنين، بل تعد أيضاً استثماراً في مستقبل الجماعة مليلة. يمكن أن يكون لهذه الجهود آثار إيجابية على التنمية الاجتماعية والاقتصادية، مما يعزز من مكانة جماعة مليلة كمكان للعيش والعمل.
بدأت جماعة مليلة في التغيير والتطور الإيجابي خلال السنوات الأربع الأخيرة، حيث تمكن رئيس مجلس الجماعة ياسين طاريقي من محاربة المشاكل التنموية التي كانت تعيق تقدم الجماعة. منذ توليه المسؤولية، بذل جهودا جبارة من أجل تحقيق التنمية المستدامة وتحسين جودة حياة سكان جماعة مليلة.
أحد أبرز المشاكل التي واجهت جماعة مليلة كانت قلة الفرص الاقتصادية وارتفاع معدلات البطالة، وهو ما أدى إلى تراجع مستوى معيشة السكان وزيادة الفقر في المنطقة. ومن أجل حل هذه المشكلة، عمل المجلس الجماعي على جذب الاستثمارات ودعم رواد الأعمال المحليين في إنشاء مشاريع جديدة وتوفير فرص عمل للشباب.
كما تم التركيز على تحسين البنية التحتية في جماعة مليلة من خلال تطوير الطرق وشبكات الصرف الصحي وتوفير الخدمات الأساسية للمواطنين. وقد أسهمت هذه الجهود في تحسين جودة حياة السكان وتوفير بيئة حيوية للتنمية الاقتصادية.
بالإضافة إلى ذلك، عمل المجلس الجماعي على تعزيز التعليم والثقافة في جماعة مليلة من خلال بناء مدارس ومراكز ثقافية والاستثمار في تطوير المكتبات والمرافق التعليمية. وهذا من شأنه تحفيز الشباب على الاستمرار في التعليم وتنمية مهاراتهم لتحقيق التقدم والنجاح في المستقبل.
تمكن رئيس مجلس الجماعة ياسين طاريقي من تحقيق نقلة نوعية في تنمية جماعة مليلة خلال فترة وجيزة لا تتجاوز أربع سنوات. وعلى الرغم من التحديات الكبيرة التي واجهته، إلا أنه نجح في العمل على حل المشاكل التنموية وتحقيق تقدم ملحوظ في مختلف المجالات. ويظل هذا الإنجاز مثالا يحتذى به لكل القادة الشباب الطموحين الذين يسعون لتحقيق التنمية المستدامة ورفاهية المجتمعات.
