ميلودة جامعي
كشف محمد الكنيديري، رئيس جمعية الأطلس الكبير ومدير مهرجان الفنون الشعبية، في تصريح إعلامي حديث، عن جملة من الإكراهات التي باتت تُلقي بظلالها على تنظيم هذا الموعد الثقافي السنوي، مبدياً أسفه من تراجع الدعم المؤسسي وغياب الاهتمام الرسمي الذي من شأنه ضمان استمرارية هذا الحدث الذي يُعد من أقدم المهرجانات الفنية في المغرب.
وأكد الكنيديري أن مهرجان الفنون الشعبية، رغم مكانته التاريخية ومساهمته الممتدة لعقود في صون وتثمين التراث اللامادي المغربي، يعيش وضعًا صعبًا، مردّه ضعف التمويل و”تلكؤ” الجهات الوصية، خاصة وزارة الثقافة، التي لا تتجاوز مساهمتها المالية السنوية سقف 180 مليون سنتيم، وهو مبلغ – بحسب تعبيره – لا يرقى إلى حجم وتاريخ هذا الحدث ولا يغطي سوى جزء محدود من تكاليفه الفنية واللوجستية.
وأشار الكنيديري إلى أن هذه الوضعية أصبحت تُهدد جدياً مستقبل المهرجان، وتدفع منظميه إلى البحث عن حلول بديلة لتقليص النفقات، دون المساس بجوهر الفكرة الثقافية للمهرجان ولا بروح الضيافة الموجهة للفنانين القادمين من مختلف جهات المملكة.
وبخصوص ما أثير من جدل حول إيواء الفنانين في الفضاء المفتوح لثانوية ابن عباد، أوضح الكنيديري أن المهرجان يستضيف سنويًا أزيد من 300 فنان شعبي، غالبيتهم ينتمون إلى فرق شعبية عائلية، ويُفضّلون الإقامة في فضاءات جماعية تتيح لهم التواصل وتبادل التجارب، على عكس الإقامة في فنادق منفصلة.
وفي هذا السياق، استعرض الكنيديري تجربة سابقة خُصّص فيها فندق بكامله للفرق، إلا أنها امتنعت عن الالتحاق به، ما تسبب في خسارة مالية فاقت 100 ألف درهم. واستنادًا إلى هذه التجربة، تم اعتماد مرافق عمومية كبديل ملائم، حيث جُهّزت الثانوية بأسِرَّة جديدة وتم تخصيص فضائها الخارجي لإيواء الفنانين، بما يراعي خصوصياتهم الاجتماعية والثقافية.
واختتم الكنيديري تصريحه بالتعبير عن قلقه العميق من التراجع المؤسسي الذي يعرفه هذا الموعد الثقافي العريق، داعيًا إلى تدخل جاد من الجهات الوصية لرد الاعتبار للمهرجان ولمدينة مراكش، باعتبارها مهد الفنون الشعبية المغربية. كما عبّر عن أمله في أن يشكل المستقبل فرصة لإعادة تقييم الدعم العمومي الموجه للمهرجان، حفاظًا على استمراريته وتألقه في خريطة المهرجانات الوطنية والدولية.