انهيار إمبراطورية “أوزون الشاوية” ببنسليمان بعد اعتقال عزيز البدراوي: الحقيقة الكاملة خلف أزمة النفايات وتدهور قطاع النظافة

20 يوليو 2025Last Update :
انهيار إمبراطورية “أوزون الشاوية” ببنسليمان بعد اعتقال عزيز البدراوي: الحقيقة الكاملة خلف أزمة النفايات وتدهور قطاع النظافة

 

بقلم: هشام منياني

تشهد مدينة بنسليمان منذ أسابيع حالة من التدهور البيئي الواضح نتيجة تراكم النفايات المنزلية وانتشار الأزبال في مختلف الأحياء، مما أثار استياء الساكنة وأشعل نقاشًا واسعًا في أوساط الرأي العام والمجتمع المدني. وقد جاء هذا التدهور في وقت حساس تشهده شركة “أوزون الشاوية”، بعد الزلزال الذي ضربها من الداخل بانهيار إدارتها وتفاقم أزمتها المالية، خاصة بعد اعتقال مؤسسها ومديرها العام، عزيز البدراوي، القابع حاليًا بسجن عكاشة.

مصدر مطلع كشف لجريدة “ديما تيفي” أن الوضع الراهن ليس نتيجة طارئة، بل هو حصيلة تراكمات وأخطاء سابقة تعود لسنوات، مشيرًا إلى أن الجماعة المحلية حاولت تجنب الدخول في مواجهة مباشرة مع الشركة رغم تسجيل اختلالات متكررة، وذلك نظرًا لحساسية المرحلة وقرب نهاية عقد التدبير الذي ينتهي بنهاية شهر غشت المقبل.

وقد سبق للمجلس الجماعي أن عقد اجتماعًا رسميًا حضره ممثلو السلطة المحلية ومدير استغلالية “أوزون الشاوية”، تقرر خلاله الإبقاء على الشركة إلى حين نهاية العقد، مع إلزامها بتحسين جودة خدماتها والالتزام ببنود دفتر التحملات تفاديًا لأي نزاع قضائي قد يعرقل مرفق النظافة الحيوي.

الفترة الممتدة من بداية السنة إلى غاية يونيو المنصرم شهدت تحسنًا نسبيًا في الخدمات، حيث تمكن مدير استغلالية “أوزون الشاوية”، أحمد إسماعيلي، ونائبه محمد الهاني من تسيير الوضع وضمان أداء رواتب العمال، رغم بعض التأخير. غير أن هذا الاستقرار لم يدم طويلًا.

فقد بدأت التدخلات من جهات محسوبة على الشركة المركزية، في محاولة لإبعاد إسماعيلي نحو استغلاليات أخرى كسيدي رحال ومهدية، بهدف التلاعب بلوائح العمال التي كانت الجماعة قد طلبت مراجعتها. هذه التدخلات فجّرت الوضع، خاصة بعد تعديل اللوائح بشكل يثير الريبة، إذ تم حذف أسماء قديمة وإضافة أخرى دون تقديم مبررات واضحة، وهو ما خلق صدامات بين الإدارة المحلية للشركة وإدارتها المركزية.

وسط هذه الفوضى، ظهرت اتهامات بضلوع جهات من الجماعة في التأثير على لوائح العمال الجديدة، وهو ما أجج الغضب داخل الشركة وعلى مستوى الشارع المحلي. ولم تمضِ أيام حتى عاد مدير الاستغلالية إسماعيلي إلى بنسليمان، رافضًا قرار استبعاده، وشرع في تقديم ملاحظات رسمية حول تلك التغييرات إلى مصالح وزارة الداخلية، استعدادًا لمرحلة ما بعد “أوزون الشاوية”، حيث يُنتظر التعاقد مع شركة جديدة في شهر شتنبر القادم.

وفي خطوة تصعيدية، شرعت جهات مجهولة في جمع توقيعات بعض العمال بدعوى أن المدير غير مرغوب فيه، ما زاد الوضع تعقيدًا وأدخل المدينة في حالة من الترقب والاحتقان.

أحد أعضاء المجلس الجماعي المنتمي لأغلبية الرئيس كشف أن الشركة المركزية بالرباط تعيش ضائقة مالية حادة، ولا تمتلك سيولة لتغطية التكاليف التشغيلية الأساسية، كشراء الوقود والزيوت وإصلاح الآليات، مشيرًا إلى أن أوزون تنتظر بفارغ الصبر صرف مستحقات شهر يونيو 2025 من طرف الجماعة، إلى جانب مراجعة الأثمنة.

وسط هذه الأزمة المتشابكة، يبدو أن العامل البسيط في فرع بنسليمان هو الخاسر الأكبر، يعيش في حالة من الترقب والخوف، بين أمل الحصول على رواتبه من شركة تحتضر، وانتظار شركة جديدة قد تأتي بحلول أو تفتح أبوابًا لمشاكل جديدة، خاصة في ظل استمرار غياب “الرجل القوي” في أوزون، عزيز البدراوي، القابع خلف القضبان.

ختامًا، يظهر أن انهيار إمبراطورية أوزون الشاوية في بنسليمان لم يكن مجرد نتيجة لاعتقال مديرها، بل جاء كنتاج طبيعي لسوء التدبير، وتداخل المصالح، والصراعات الإدارية التي أنهكت هذا المرفق الحيوي، ما يستوجب تدخلاً حازمًا من السلطات الإقليمية والوزارة الوصية لضمان حق الساكنة في بيئة سليمة، وكرامة العامل البسيط في ظل التحولات المقبلة.

اترك رد

Breaking News