الخراز: بين نجاح المحتوى وتحولاته… أين تكمن الموازنة؟.

7 أغسطس 2025Last Update :
الخراز: بين نجاح المحتوى وتحولاته… أين تكمن الموازنة؟.

بقلم برحايل عبد العزيز

في ظل الانتشار الواسع لمواقع التواصل الاجتماعي، أصبح صناع المحتوى يلعبون دوراً مؤثراً في تشكيل الرأي العام والذوق العام. ومن بين الأسماء التي برزت بقوة في السنوات الأخيرة نجد “الخراز”، الذي استطاع أن يخطف أنظار المتابعين المغاربة بمحتواه القصصي الذي لامس واقع المجتمع بكل تفاصيله.

بدأ الخراز مسيرته بمحتوى يعتمد على سرد القصص الاجتماعية، سواء تلك المستوحاة من التراث أو من الحياة اليومية. هذا النهج أكسبه شعبية كبيرة، حيث وجد الجمهور في قصصه صدى لتجاربهم وهمومهم. لم يقتصر نجاحه على عدد المشاهدات فحسب، بل تحول إلى نموذج يُحتذى به في مجال صناعة المحتوى، واستطاع أن يحوّل شهرته إلى مشاريع تجارية وشراكات إعلانية.

لكن التطور الأخير في محتواه أثار بعض التساؤلات. فبعد أن كان يركز على القصص الاجتماعية، بدأ يتجه نحو مواضيع تتصف بالإثارة أحياناً، مع إيحاءات جنسية أو قصص غرامية حادة. هذا التحول قوبل بآراء متباينة؛ فبينما رحب به جزء من الجمهور كتجديد في المحتوى، رأى آخرون أنه ابتعد عن الأسلوب الذي جذبهم إليه في البداية.

هذا النقاش حول محتوى الخراز ليس مجرد جدل حول أسلوب شخصي، بل هو انعكاس لتحولات أوسع في عالم صناعة المحتوى الرقمي. فمع تزايد المنافسة، يجد بعض صناع المحتوى أنفسهم أمام خيارات صعبة بين الالتزام بالخط الذي بنوا عليه جمهورهم أو تجربة أساليب جديدة لجذب انتباه أكبر.

يبقى الخراز أحد الأسماء المؤثرة في الساحة الرقمية المغربية، لكن تحوله الأخير يذكرنا بأن صناعة المحتوى الناجح تتطلب أكثر من مجرد إثارة الفضول. فهي مسؤولية تحتاج إلى موازنة دقيقة بين الإبداع والاحترام، وبين التجديد والأصالة. ربما يكون الوقت مناسباً لمراجعة هذه المعادلة، حتى يظل المحتوى قادراً على الترفيه والتثقيف في آن واحد، دون أن يفقد قيمته أو مصداقيته.

اترك رد

Breaking News