وجدة – عصام بوسعدة
يشهد حزب الأصالة والمعاصرة بمدينة وجدة حالة من الغليان غير مسبوقة، بعدما تفجرت صراعات داخلية ، تحولت إلى مواجهة علنية إرتدت أصداءها إلى التنظيم الحزبي بالجهة الشرقية، ففي الوقت الذي دخلت فيه لجنة الأخلاقيات على الخط ، جاء القرار المفاجئ من قيادة الحزب على المستوى الجهوي بـحل الأمانة الإقليمية بوجدة.
هذا القرار أثار ردود فعل متباينة داخل البيت الحزبي؛ فبينما اعتبره البعض خطوة ضرورية لإعادة ترتيب البيت الداخلي وفرض الانضباط الحزبي استعدادا للاستحقاقات التشريعية المقبلة، ووضع حد للتجاذبات التي أثرت على الهياكل الإقليمية يرى آخرون أنه قد يفتح الباب أمام مزيد من الاصطفافات، خصوصًا أن مدينة وجدة تُعدّ من المواقع الاستراتيجية للحزب في المنطقة الشرقية.
ويرى متتبعون للشأن الحزبي أن حل الأمانة الإقليمية من شأنه أن يفتح الباب أمام مرحلة جديدة قوامها تجديد النخب وضخ دماء جديدة قادرة على إعادة الثقة بين القواعد والقيادة، وترتيب الوضع الداخلي بما ينسجم مع تطلعات المناضلين والناخبين على حد سواء.
كما أن تدخل لجنة الأخلاقيات في هذه المرحلة الحساسة يعكس إرادة حزبية لضبط الإيقاع التنظيمي وتوحيد الصفوف، حتى يظل الحزب فاعلًا رئيسيًا في التوازنات السياسية بوجدة والجهة الشرقية عمومًا.
وبينما يترقب الرأي العام المحلي الخطوات المقبلة لقيادة الأصالة والمعاصرة، يبقى التحدي الأكبر هو تحويل قرار الحل إلى نقطة انطلاقة جديدة، تُمكّن الحزب من تجاوز أزماته الداخلية واستعادة حضوره السياسي بقوة في الاستحقاقات القادمة.