وجدة – عصام بوسعدة
في خطوة تعكس تصاعد الغضب الشعبي بمدينة وجدة، أصدرت التنسيقية الجهوية لحزب الديمقراطي الوطني بجهة الشرق والتنسيقية الإقليمية بوجدة أنجاد بتاريخ 5 أكتوبر 2025 ، بيانًا قوي اللهجة حول تدهور الأوضاع الاجتماعية والخدماتية التي يعيشها المواطن الوجدي، خاصة في مجالي النقل الحضري والصحة العمومية.
وجاء في البيان الذي توصلت صحيفة ” ديما تيفي” بنسخة منه أن الحزب عقد اجتماعًا موسعًا خُصص لتدارس ما تشهده المدينة من احتجاجات اجتماعية متنامية، تعبّر عن عمق الأزمة الخانقة في المعيش اليومي للمواطنين، وسط تراجع الخدمات الأساسية وغياب تفاعل حقيقي من المسؤولين المحليين والمنتخبين.

نقل حضري في حالة “شلل” تام
وأبرزت التنسيقية ” أن قطاع النقل الحضري بوجدة يعيش وضعًا مأساويًا، إذ من المفترض أن يشتغل فيه أكثر من 100 حافلة، لكن الواقع لا يتجاوز 30 حافلة فقط، نصفها تقريبًا غير صالح للاستعمال.
هذا النقص الحاد في الأسطول جعل الآلاف من الطلبة والتلاميذ والعمال يعيشون معاناة يومية، دون أن تلوح أي حلول عملية من الجهات المسؤولة”.
وأكد الحزب أنه سيواصل عبر أمانته العامة مراسلة وزارة الداخلية والجهات المعنية، قصد التدخل العاجل لإنقاذ القطاع وإعادة الاعتبار لحق المواطن في نقل حضري “يليق بكرامته”.
قطاع صحي يئنّ تحت الفوضى والإهمال
وفي الشق الصحي، وصف البيان الوضع بـ“الكارثي”، خاصة في المستشفى الجهوي محمد السادس بوجدة، الذي يشهد – حسب الحزب – ” تأجيل مواعيد السكانير لأشهر طويلة، وغياب الأطباء في أوقات العمل، ما يضاعف معاناة المرضى وذويهم”.
كما كشف البيان ” عن اختلالات خطيرة تتعلق بإجبار أسر المرضى على اقتناء لوازم العمليات الجراحية بأنفسهم، بل وتوجيههم من طرف بعض الأطباء نحو محلات معينة تبيعها بأسعار تفوق السعر الحقيقي بنسبة قد تصل إلى 300%، وهو ما اعتبره الحزب استغلالًا بشعًا لمعاناة المرضى”.
وطالب الحزب” وزارة الصحة بفتح تحقيق عاجل وترتيب الجزاءات القانونية في حق كل من يثبت تورطه، مشددًا على ضرورة إعادة الثقة في المنظومة الصحية ومحاسبة المتورطين في أي تجاوزات تمس كرامة المواطنين “.
احتجاجات شبابية سلمية ومسؤولية في التعبير
وأشاد الحزب بسلوك شباب مدينة وجدة الذين عبّروا عن مطالبهم بشكل حضاري وسلمي، داعيًا إلى استمرار هذا النهج بعيدًا عن أي أعمال شغب أو تخريب قد تمس الممتلكات العامة أو الخاصة.
وفي المقابل، حذر البيان” من محاولات بعض العناصر الفوضوية استغلال الاحتجاجات لتأجيج الفوضى، مؤكدًا أن كل خسارة في صفوف الشباب أو الأمن هي خسارة للوطن بأسره”.
إشادة بالقوات العمومية وانتقاد للمنتخبين الغائبين
وأثنى الحزب على الدور المهني والهادئ للقوات العمومية في تدبير الاحتجاجات، مؤكدًا أن الاحتجاج السلمي حق مشروع يكفله القانون شريطة احترام المساطر القانونية المنظمة له.
في المقابل، عبّر الحزب عن أسفه لغياب ممثلي الأمة ورؤساء الجماعات الترابية عن التفاعل مع معاناة الساكنة، رغم أن واجبهم الأساسي هو الإنصات للمواطنين والدفاع عن قضاياهم.
تشبث بالثوابت ودعوة إلى الحوار
وفي ختام بيانه، جدد الحزب الديمقراطي الوطني تشبثه بثوابت الأمة المغربية وولائه الدائم للعرش العلوي المجيد، داعيًا إلى حوار وطني بنّاء وتلاحم اجتماعي لصون استقرار الوطن وتحقيق العدالة الاجتماعية تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده.




