متابعة: عصام بوسعدة
في خطوة جريئة تهدف إلى تصحيح مسار تدبير قطاع النظافة بمدينة السعيدية، صادق مجلس جماعة السعيدية خلال دورة استثنائية، انعقدت بطلب من عامل إقليم بركان، على فسخ العقد مع شركة “أوزون ميديتراني” المفوض لها تدبير قطاع النظافة، وإحالة ملفها على النيابة العامة لمتابعة المسؤولين عن الإخلالات الجسيمة التي تم تسجيلها.
وقد جاءت هذه الخطوة في ظل تذمر واسع من الساكنة والزوار جراء التراجع المهول في جودة خدمات النظافة وتراكم الأزبال خلال فصل الصيف، حيث تم رصد عدة خروقات من بينها: تأخر صرف أجور العمال، ضعف في احترام الحقوق الاجتماعية كالتغطية الصحية والتأمين، إضافة إلى تردي مستوى الخدمات المقدمة.
وعلى إثر هذه المعطيات، صادق المجلس بإجماع الحاضرين – مع انسحاب أربعة أعضاء – على فسخ العقد وتفعيل المسطرة القضائية، في رسالة اعتبرها المتتبعون تأكيدًا على مبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة، ودعوة صريحة لوضع حد للفوضى في تدبير هذا القطاع الحيوي.
كما تقرر اعتماد نمط التدبير المباشر المؤقت من طرف الجماعة لضمان استمرارية خدمات النظافة، إلى حين إعداد تصور جديد أكثر نجاعة يراعي جودة الخدمات وحقوق العمال وتطلعات المواطنين.
وفي سياق متصل، عقد مجلس جماعة السعيدية دورة أكتوبر العادية، التي خُصصت للدراسة والمصادقة على مشروع ميزانية سنة 2026.
وبعد نقاش مستفيض وتبادل للآراء بين أعضاء المجلس، تمت المصادقة على مشروع الميزانية بإجماع الأعضاء الحاضرين، مع امتناع ثلاثة أعضاء.
وفي ختام أشغال الدورة، توجه عبد القادر بن مومن، رئيس جماعة السعيدية، بالشكر إلى كل من الرئيسين السابقين حسان بن مومن و عومر بن إسماعيل، على مساندتهما ومساهمتهما في إعداد مشروع الميزانية، كما عبّر عن امتنانه لأعضاء المجلس على روح المسؤولية والتعاون التي ميزت أشغال الدورة.
وقد لقيت هذه التحولات في قطاع النظافة ترحيبًا واسعًا من فعاليات المجتمع المدني، التي اعتبرتها انتصارًا للشفافية ولقيم الحكامة الجيدة، في انتظار تنزيل تصور شامل يجعل من السعيدية نموذجًا يُحتذى به في تدبير الشأن المحلي.