منصات و بيت الحكمة في تظاهرة علمية: الطفرة من الفرد إلى الفردية

17 سبتمبر 2022آخر تحديث :
منصات و بيت الحكمة في تظاهرة علمية: الطفرة من الفرد إلى الفردية

نظمت منصات بشراكة مع جمعية بيت الحكمة يومه الجمعة 16 شتنبر الجاري، بأحدى القاعات بمدينة الدار البيضاء تظاهرة علمية.وقد حضر مجموعة من الدكاترة والمفكرين في مجالات متعددة خلال هذه التظاهرة العلمية بإمتياز والتي كانت من تنظيم جمعية بيت الحكمة كما سلف الذكر.

ويشار أنه من بين الحضور المتميز في هذا اللقاء الفكري، حضر الدكتور “موليم العروسي ” والذي تطرق بدوره لمجموعة من النقط والاشكالات ، والتي لها علاقة مباشرة بنشأة الفردية على المستوى الفني والفلسفي في أروبا قبل إنتقالها إلى ميدان الفكر السياسي..

وتم التطرق للمواضيع عدة من بينها تميز ثقافة الفرد داخل المجتمع المغربي  وما ينتج من الاعتراف بالحريات الفردية، وبأهمية تثمين قيم العمل وتقدير المسؤولية داخل المؤسسات، حيث لم تثمر التحولات الاجتماعية التغيير المطلوب في الثقافة السائدة، التي ظلّت تغلب عليها قيم التواكل وعدم الإحساس بالزمن و تبخيس الواجب.
ففي الوقت الذي تبدو فيه النخب الحداثية متقدمة في خطابها، الا ان  المجتمع لا زال بحاجة إلى المزيد من التأطير السياسي والفكري والثقافي الحداثي.
إن التحولات والتطورات المهمة، التي تعرفها بلادنا لم تستطع بسبب بطئها ترسيخ بنيات حديثة مما خلق صراعا مستمرا بين القديم والجديد، ثقافة الفرد و سلطة الجماعة…و هذا تبلور بشكل واضح في مجال القيم، وظهر بالملموس بأن تحولات البنيات الواقعية في تمظهراتها وتمفصلاتها العصرية والحديثة، لم يواكبها بشكل ومتناسق تحول نوعي في مجال الوعي الفردي والجماعي الذي ظلّ يغلب عليه نزوع ثقافي تقليداني ومحافظ،
انطلاقا من كل ما سبق أصبحت الحاجة ملحة للتأسيس لنقاش عميق حول موضوع القيم والأسس الثقافية والمعرفية للانتقال نحو مجتمع المواطنة والحرية، وطن يسع الجميع و يحفظ الكرامة للجميع…..إن النقاش حول قيم المجتمع الديمقراطي، كائنها وممكنها، جذورها ومحمولاتها، شروطها ومكوناتها، نقاش بدأ ليستمر ويتوسع ويتغذى بمساهمات مختلف الفاعلين والمثقفين والمهتمين.
في هذا السياق، اليوم نشكر الدكتور عزيز مشواط الذي سمح لنا بالمشاركة في هذة التظاهرة  التي نتوخى في بيت الحكمة أن تكون بداية ورش مشترك مع نخبة علماء الاجتماع التي تشتغل في منصات على دراسات تجعلنا اليوم نفهم حقيقة التحولات المجتمعية و تمنحنا آلية علمية للاستمرار فيما تأسست بيت الحكمة لأجله:    الاشتغال على موضوع القيم بروح تنويرية و عقلانية بنفس الروح و الفلسفة التي عمل بها مؤسسوا بيت الحكمة منذ سنة 2008.
اختم قولي هذا بالعودة إلى موضوع اليوم ، الفرد.و الفردانية:
وجب التذكير أن تاريخ الحضارات الإنسانية يبرز بصورة عميقة دور الفرد و الفردانية في تطوير التجارب الإنسانية و اكتشاف المعارف : الانسان هذا الكائن التاريخي الصانع و المبدع، أي الحرّ….
الذي يظلّ  عضوا في جماعة منظمة، تضمن له السلم و الأمن الضرورين لكي يبدع،   دون أن يظلّ محكوما بشكل مطلق بضوابط متوارثة تجعل منه أداة لتحقيق أهداف متعالية تضعها الجماعة فوق كل الأفراد.

اترك رد

الاخبار العاجلة