أثبت مصطفى الخصم مرارًا وتكرارًا أنه لا يستطيع التكيف مع عالم السياسة كما فعل في الحلبة الرياضية. بينما كان يعتقد البعض أن تاريخه الرياضي سيمنحه ميزة في السياسة، يظهر الواقع عكس ذلك تمامًا. بدلًا من أن يثبت نفسه كمنافس قوي، يتضح أنه لا يمتلك الأساسيات اللازمة للنجاح في هذا المجال.
و لم يكن مصطفى أبدًا لاعبًا بارزًا في السياسة. بل كان دائمًا يحاول الظهور بمظهر البطل، لكنه فشل في تبني المبادئ الأساسية التي يحتاجها السياسي الحقيقي. حاول تقديم نفسه كمنقذ للبلاد، لكن سرعان ما اكتشفت حقيقته ولم يستطع التماشي مع تطورات الساحة السياسية.
و استغل مصطفى منصبه في الجامعة الأورو-متوسطية بفاس لتوظيف أفراد من عائلته، مما جعله هدفًا لانتقادات كبيرة. كما أنه فشل في بناء سمعة سياسية قوية، إذ كانت فضائحه تظهر باستمرار، وتكشف عن استغلاله للسلطة من أجل مكاسب شخصية. في كل مرة كان يظن أنه سيحسن صورته، كان الواقع يكشف ضعفه السياسي.
و أدلى مصطفى بتصريحات مثيرة للجدل، في حوار مع الصحفي مراد العشابي، عندما عبّر عن “اشمئزازه من دخول المغرب”. هذه الكلمات تظهر بوضوح انفصاله عن وطنه ورفضه للمبادئ التي يجب أن يتحلى بها السياسي. كيف يمكن لرجل في موقعه أن يعبر عن كراهية للوطن بدلاً من دعم قيمه الوطنية؟
و في النهاية، يبقى مصطفى بطلًا في الحلبة، لكنه فشل في السياسة. لا تكفيه الحركات السريعة أو اللكمات القوية للفوز في هذا المجال. السياسة تتطلب مصداقية وصدقًا، وهو ما يفتقده مصطفى في معظم مواقفه.
تحرير: تسنيم تيزي
المصدر: #جريدة_المساء