أعلن ميناء هويلبا، في خطوة نوعية تعزز التجارة بين المغرب وإسبانيا، عن تدشين خط بحري جديد، ابتداءً من الأحد المقبل، يربط بينه وبين ميناء طنجة المتوسط، بهدف نقل البضائع عبر الشاحنات. يأتي هذا المشروع الطموح كثمرة شراكة بين شركة الملاحة البحرية (Suardiaz Group) والمشغل اللوجستي (GTO)، حيث سيوفر ست رحلات أسبوعية، مما يتيح عبورًا أسرع وأكثر كفاءة بين ضفتي البحر.
عبور في 6 ساعات فقط: ثورة في زمن النقل
يُعد هذا الخط الجديد الأول من نوعه الذي يربط بين أحد موانئ الواجهة الأطلسية لمضيق جبل طارق والمغرب، مما يقلل زمن العبور إلى ست ساعات فقط. هذه السرعة القياسية ستحدث فرقًا كبيرًا في نقل البضائع، خصوصًا المبردة والجافة وتلك المصنفة وفق معايير IMO، مما يعزز من تنافسية الموانئ المغربية والإسبانية في مجال اللوجستيك البحري.
رؤية استراتيجية واستثمارات ضخمة
رئيس ميناء هويلبا، ألبرتو سانتانا، أكد أن هذا المشروع يتماشى مع الاستراتيجية التنموية للميناء الأندلسي، والتي تهدف إلى تعزيز الربط البحري مع شمال إفريقيا ودعم النقل المتعدد الوسائط. وأشار إلى أن الميناء شهد استثمارات ضخمة، من بينها إنشاء منصتين مزدوجتين للتحميل، ما يسهل عملية استقبال السفن وتحميل الشحنات بكفاءة أعلى.
نمو متسارع للتجارة البحرية بين أوروبا والمغرب
من جهته، يرى استيبان سانشيز، رئيس مجموعة GTO، أن هذا الخط الجديد يشكل بديلاً موثوقًا وفعالًا لمواكبة الطلب المتزايد على النقل البحري بين أوروبا والمغرب، حيث يُتوقع أن يتضاعف حجم التبادل التجاري خلال السنوات الخمس المقبلة.
أما ماركوس دواتو، مدير شركة Suardiaz Shipping Lines، فقد وصف الشراكة بين مؤسسته ومجموعة GTO بأنها استجابة ذكية لمتطلبات السوق، مشيرًا إلى أن هذا التعاون يوفر حلاً فعالًا وآمنًا للشركات التي تسعى إلى نقل بضائعها بين الضفتين بمرونة أكبر.
مستقبل واعد للتجارة البحرية بين المغرب وإسبانيا
مع هذا التطور، تبدو آفاق التجارة البحرية بين إسبانيا والمغرب أكثر إشراقًا، حيث يفتح الخط الجديد الباب أمام فرص نمو اقتصادي أوسع، ويوفر بنية تحتية لوجستية متطورة تعزز مكانة ميناء طنجة المتوسط كمركز تجاري عالمي، وميناء هويلبا كحلقة وصل حيوية بين إفريقيا وأوروبا.
تحرير:سلمى القندوسي
