الزاوية القادرية البودشيشية: صراع داخلي وتورط في فضائح مالية يهدد مستقبل الطريقة.

6 أبريل 2025Last Update :
الزاوية القادرية البودشيشية: صراع داخلي وتورط في فضائح مالية يهدد مستقبل الطريقة.

 

تعيش الزاوية القادرية البودشيشية مرحلة عصيبة للغاية في تاريخها، حيث تفجرت خلافات داخلية عميقة بين المريدين على خلفية تصرفات مثيرة للجدل من قبل منير القادري بودشيش. هذا الأخير أصبح في قلب شكوك واسعة بسبب علاقاته المشبوهة وتحركاته المثيرة للاستفهام، ما أثار استياء عدد كبير من المقربين من الزاوية، سواء في المغرب أو خارجها. ويبدو أن طريقة إدارته لشؤون الزاوية قد أثارت غضب البعض بعد أن اتضحت علاقاته مع شخصيات مثيرة للجدل، مما دفع العديد من المتعاونين معه إلى التبرؤ من تصرفاته التي تهدد سمعة الطريقة.

 

التقارير الواردة من الوكالات المعنية بالتحقيق تشير إلى أن منير القادري لم يعد يحظى بدعم واسع داخل الزاوية، بل أصبح اسمه يرتبط بقضايا فساد مالي وتحركات مشبوهة أثرت سلباً على مكانة الزاوية الروحية. وتشير التحقيقات إلى أن قراراته لم تعد تُتخذ من منطلق ديني أو روحي، بل أصبحت تحت تأثير شخصية غامضة تسيطر على توجهاته.

 

المصادر تؤكد أن هذه الشخصية، وهي امرأة تبلغ من العمر 66 سنة وتعمل في وكالة أسفار بباريس، تدير بشكل غير مباشر كل قرارات منير. ولعل الأمر الأكثر إثارة للجدل هو علاقتها المريبة بعدد من الشخصيات المشبوهة في مناطق مختلفة، مثل الحاخامات في تل أبيب والمشعوذين في مدن مغربية كأكادير والدار البيضاء. ومع مرور الوقت، تمكنت هذه السيدة من فرض نفسها كأهم مستشار لمجير الطريقة، حتى أن جميع قراراته، سواء كانت مالية أو روحية، باتت تخضع لتوجيهاتها.

 

من بين الممارسات الخطيرة التي تم الكشف عنها هي عمليات تحويل أموال المريدين إلى الخارج، إذ تُستخدم أساليب معقدة لتحويل الأموال إلى فرنسا، حيث يتم إيداعها من قبل المريدين العائدين، ثم يتم تحويلها عبر شبكات مالية مشبوهة. هذه الأنشطة استمرت لسنوات دون أن يتجرأ أحد على التصدي لها، حيث يتخوف الجميع من التبعات المحتملة التي قد تنتج عن تحديها.

 

مع تفاقم الأزمات داخل الزاوية، تجد نفسها أمام تحدٍ كبير، حيث تتوزع القيادة بين ثلاث شخصيات رئيسية: جمال القادري البودشيشي، منير، ومعاذ، الذين يتنازعون على الهيمنة على الزاوية. الصراع بين منير ومعاذ حول من هو الأحق بقيادة الطريقة قد أدى إلى تصاعد التوتر والانقسام، ما يعمق الأزمة الداخلية.

 

من جهة أخرى، أصبحت الزاوية في حي باشكو بالدار البيضاء محط أطماع عديدة، خاصة وأنها ملك خاص لجمال وحميدة، أبناء الشيخ حمزة، وهو ما يثير تساؤلات حول غياب الشفافية في إدارة أملاك الزاوية. فالكثير من العقارات تُسجل بأسماء أفراد من العائلة، مما يجعلها عرضة للصراعات بين الحفدة الذين يتنافسون على الثروة والنفوذ.

 

وبينما تزداد الخلافات الداخلية تعقيداً، يطرح سؤال جدي حول مدى أحقية منير القادري بودشيش في الاستمرار ضمن هذه “المشيخة الثلاثية” أو ما إذا كانت الزاوية قد تحولت إلى مجرد أداة لتحقيق مصالح شخصية تدار في الخفاء.

 

المصادر: #المساء

#الوكالة_الوطنية_للأبحاث_والتحقيقات

اترك رد

Breaking News